انحدَر دمع العين
على سفوح الخدِّ، يُشاطر حبر القلم في قلب صفحات العُمر كلمة منه وكلمة
منه، رسْم متتالٍ، إذ لوحة فيها آمال، وجراح تَعتصر منها الأيدي، تئنُّ
الأقلام، تكاد تتمزَّق الصفحات.
خُذها يا طير الصباح، وضَعْها في عَنان
السماء؛ حيث نور الشمس، استمر في المساء؛ حيث ضوء القمر، أبْقِها على مرِّ
الأيام؛ ليقرأ معانيها كلُّ البشر.
من يسمع النداء؟ مَن يأخذ بيد مَن
فقَد الحنين على أدراج الحدائق الغنَّاء؛ ليأخذ منها زهرة، ويَغرس شذاها
ورقة ندى أوراقها فى ربوع القلب؛ لترحل منه خِصال الأحزان، وتَنزع منه جذور
الأنين؟
الشوق يحنُّ للبراءة والوفاء، للصدق في هذا الزمان؛ لتُمحى
آثار تلك الغَدرات، لتكون محبَّة وعطاءً، فهذا العنوان المراد؛ لكي تُشرق
شمس العزة والإخاء.
لا تَنسَ يا من تحب أن تتنعَّم براحة أبديَّة، أن
تتزيَّن بخُلق نبيِّك خيرِ مَن دلَّك على جنان الخير كله، اتَّبِع أثر
الصحابة؛ فهم الصفوة المختارة من ربِّ البشرية.
يا زهرة، تيقَّني أن
زِينتك الإسلامية مثال يُقتدى به، ترفَّعي عن صغائر حضارة زائفة، قولي: أنا
المميَّزة بخُلقي، لا أرضى أن أكون سلعة لكلِّ نفسٍ دنيئة، أنا من أعزَّني
الإسلام، والجنة لي ما دمتُ على طريق خير هادٍ.