قالت مصادر قبلية ان الطيران الحربي اليمني قام بقصف مناطق في (نهم) بمحافظة صنعاء ما ادى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى في القصف الجوي.
وكانت اشتباكات اندلعت منذ
اسابيع بين مسلحين قبليين والحرس الجمهوري في المنطقة وتجددت في اليومين الماضيين.
وافادت مصادر خاصة لبي بي سي ان مسلحين مجهولين يقدرون بالعشرات اقتحموا عددا من المنشآت الحكومية في لودر وزنجبار بمحافظة أبين جنوبي اليمن بعد اشتباكات مع القوات الحكومية
ويقول مراسل بي بي سي في صنعاء عبد الله غراب ان شهود عيان قد افادوا بمقتل ثلاثة اشخاص في هذه الاشتباكات .
ويتزامن ذلك مع اشتباكات بين مسلحين قبليين وقوات من الحرس الجمهوري في كل من الحيمة الخارجية ونهم وأرحب بمحافظة صنعاء .
وكانت اشتباكات ضارية نشبت بين قوَّات الأمن التابعة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وبين عناصر مسلَّحة من أنصار ألدِّ وأقوى خصومه، أي الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر الذي صدر أمر رسمي باعتقاله الخميس.
بدوره اتَّهم الشيخ الأحمر، وهو زعيم قبائل حاشد، الرئيس عبد الله صالح بجرِّ اليمن إلى "أتون حرب أهلية".
وكان الأحمر يتحدث بعد ساعات من اندلاع اشتباكات عنيفة في وقت متأخر الأربعاء بين أنصاره وبين القوات الأمنية الحكومية، وقضى فيها 24 شخصا على الأقل.
في غضون ذلك، كشف موقع على شبكة الإنترنت، مقرَّب من وزارة الدفاع اليمنية، أن 28 شخصا آخر قُتلوا أيضا جرَّاء انفجار في مستودع للذخيرة يعود لأنصار الأحمر.
مستودع ذخيرة
إلاَّ أن أحد العسكريين المنشقين عن الحكومة، وله قوَّات متمركزة في المنطقة المذكورة، نفى وجود مستودع للذخيرة أصلا في تلك المنطقة.
وقد حدا اشتداد القتال في صنعاء بمسؤولين أمريكيين وأوروبيين كبار إلى دعوة الأطراف المتصارعة في اليمن إلى ضرورة التزام الهدوء وضبط النفس.
فقد حثَّت وزارة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، كافَّة الأطراف المتناحرة في اليمن إلى "التوقُّف الفوري عن أعمال العنف".
ففي تصريحات أدلت بها في العاصمة الفرنسية باريس الخميس، قالت كلينتون: "نحن نشعر بالقلق والانزعاج للغاية حيال الاضطرابات التي تشهدها اليمن".
موقف أمريكي
كما طلبت واشنطن من كافة موظفي سفارتها في صنعاء، "ممن لا يُعتبر وجودهم ضروريا"، أن يغادروا اليمن.
أمَّا منسَّقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاترين أشتون، فقد حثَّت بدورها كافَّة الأطراف المتصارعة في اليمن على التوقف عن أعمال العنف. وجددت دعوتها للرئيس صالح بضرورة نقل السلطة في بلاده بشكل سلمي وآمن.
وقالت أشتون: "أنا أثق بأن الرئيس عبد الله صالح سوف يصغي إلى مطالب الشعب اليمني وأصدقاء اليمن".
وأضافت: "لقد حان الوقت لإظهار التزام حقيقي بانتقال منظَّم وسلمي للسلطة في اليمن".
تدهور أمني
بدورها، حثَّت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها في اليمن على مغادرة البلاد فورا، نظرا لتدهور الوضع الأمني في صنعاء، وأعلنت أيضا عن تقليص عدد العاملين في سفارتها في العاصمة اليمنية.
وطلبت الوزارة من رعاياها المتواجدين في اليمن أن يكونوا على اتصال دائم بسفارتها في صنعاء.
ففي بيان أصدره الخميس، قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ:
"في ضوء الوضع الأمني المتردي في اليمن، قررت اليوم تقليص عدد العاملين في سفارتنا في صنعاء إلى مستوى يكفي فقط لإنجاز المصالح البريطانية الأكثر إلحاحا وحيوية، إذ سوف نسحب بشكل مؤقَّت أربعة أعضاء من طاقم السفارة".
كما أدان هيغ العنف الدائر في اليمن وناشد الرئيس عبد الله صالح لكي يوقِّع على المبادرة الخليجية الخاصة بانتقال السلطة في اليمن.
"قلق" بريطاني
وقال هيغ: "يساورني شعور عميق بالأسى لأنباء سقوط المزيد من القتلى في صنعاء، وأنا أدين هذا العنف بأشد لهجة ممكنة".
وأضاف: "يتيح الاتفاق الذي توسَّطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي فرصة للحل السلمي في اليمن، ولذلك فنحن نجدد دعوة الرئيس صالح بأن يوقِّع ذلك الاتفاق".
جاءت هذه التطورات في الوقت الذي ذكرت فيه التقارير بأن أكثر من مائة شخص قد لقوا حتفهم خلال أربعة أيام من الاشتباكات الدامية الدائرة بين القوات الحكومية وأنصار الأحمر.