شبكة منتديات هواره منتدي هواره
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة منتديات هواره منتدي هواره

نبدأ من الصفر حتي نصل إلي المليون
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولاتصل بنا
لمشاهدة  اسهل  طريقه  للربح  من الانترنت  اضغط هنا

 

 سيدنا محمد رسول الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mohmohamed
مرشح لفريق الابداع
مرشح لفريق الابداع
mohmohamed


المهنه : لاعب
المزاج : بفكر
الجنس : ذكر بلدي : مصر
محافظة : القاهره
عدد المساهمات : 1755
نقاط : 5241
تاريخ الميلاد : 20/10/1990
تاريخ التسجيل : 28/04/2013
العمر : 34

سيدنا محمد رسول الله Empty
مُساهمةموضوع: سيدنا محمد رسول الله   سيدنا محمد رسول الله I_icon_minitimeالأربعاء مايو 29, 2013 8:28 pm

مصادر سيرته

كون النبي محمد شخصية لها تأثير كبير في التاريخ، فإن
حياته وأعماله وأفكاره قد تم مناقشتها على نطاق واسع من جانب أنصاره وخصومه
على مر القرون. كما واهتم المسلمون قديمًا وحديثًا بسيرة النبي محمد
باعتبارها المنهج العملي للإسلام، فألف علماء الإسلام مؤلفات عديدة وجامعة
في سيرته، ودوّنوا كل ما يتعلق بذلك.[10]
[عدل]القرآن
مقال تفصيلي :القرآن


القرآن والذي يُعتبر أهمّ المصادر لمعرفة سيرة النبي محمد وأوثقها
يُعتبر
القرآن مصدرًا أساسيًا لمعرفة سيرة النبي محمد،[11] كونه أقدم وأوثق مصادر
السيرة النبوية، لأنه يرجع إلى عصر النبي محمد نفسه. كما يتفق المسلمون
كافة على مدى العصور على نسخة واحدة منه رغم اختلاف الفرق
الإسلامية.[12][13][14] وإن كان القرآن لم يتناول كل سيرة النبي محمد
باستفاضة،[13] إلا أنه ذكر فيه إشارات كثيرة إلى سيرته إما بصريح العبارة،
أو بالإشارة، أو بالتضمين،[15] فذُكر فيه بعضٌ من شمائله، ودلائل نبوته،
وأخلاقه وخصائصه، وعن حالته النفسية، وذُكر فيه أيضًا شيءًا عن غزواته.[16]
فقد ورد في القرآن ما يقارب 280 آية في الغزوات (وهي تساوي نسبة 4,65% من
القرآن)[17] جاء بعضها بالإشارة، وبعضها تصريحًا، كغزوات بدر، وأحد،
والخندق، والحديبية، وخيبر، وفتح مكة.[18] فمثلاً اشتملت سورة الأحزاب على
تفاصيل من سيرة محمد مع أزواجه وأصحابه كما تضمنت تفاصيل كثيرة عن غزوة
الأحزاب.[19]
[عدل]كتب الحديث
مقال تفصيلي :حديث نبوي


موطأ مالك ذكر فيه «باب في انتقال نور المصطفى في الأصلاب النقيّة واستوداعه في الأرحام المطهرة المرضيّة»


صحيح البخاري والذي يُعتبر أصحّ كتب الحديث عند المسلمين السنة
قد
شغلت السيرة النبوية حيزًا كبيرًا من كتب الحديث، وكلّ من ألّف في الحديث
كان يُخصص أقسامًا وأبوابًا وكتبًا خاصة بما يتعلق بحياة محمد، ودعوته،
ومغازيه، وحتى عن صحابته،[20] غير أن تلك الأقسام لم تكن مرتبة ترتيبًا
زمنيًا.[21] ثم إن مقصد مؤلفي هذه الكتب كان منصَبًّا على جمع أقوال محمد
وأفعاله وتقريراته وأحكامه،[21][22] وكانت مشاهد السيرة تأتي في ثناياها
ليستدلوا بها على الحكم الشرعي،[22] لذا جاءت بدون تفصيل بل كانت تقتصر على
بعض تلك الأخبار وفق منهج أهل الحديث في الرواية.[11]
اتفق علماء
المسلمين على أن أشهر وأقدم كتب الحديث التي زخرت بأخبار السيرة النبوية هو
موطأ مالك، حيث أورد جملة من الأحاديث تتعلق بسيرة محمد وأوصافه وذكر ما
يتعلق بالجهاد.[20] وكذلك فعل البخاري في صحيحه، حيث ذكر جوانب من حياة
محمد قبل البعثة وبعدها، وخصص كتابًا في المغازي وآخر في الجهاد،[23] كما
ذكر كثيرًا من خصائصه، ودلائل معجزاته، بما يوازي عُشْر صحيحه.[20] وهكذا
فعل مسلم بن الحجاج في صحيحه، حيث اشتمل على جزء كبير من سيرته وفضائله،
وجهاده.[20] وكان كلّ من جاء بعدهم اتبع نفس النهج مع اختلاف في التبويب
والترتيب، كأصحاب السنن أبي داود، والترمذي، وابن ماجه، والدارمي، وأحمد بن
حنبل.[21]
[عدل]كتب السيرة
مقال تفصيلي :كتب السيرة
بدأت كتابة
السيرة النبوية والمغازي في مرحلة متأخرة عن كتابة الأحاديث النبوية، وإن
كان الصحابة يهتمون بنقل سيرته شفاهًا،[21] فكان أول من اهتم بكتابة السيرة
عمومًا هو عروة بن الزبير (توفي 92 هـ) ثم أبان بن عثمان (توفي 105 هـ) ثم
وهب بن منبه (توفي 110 هـ) ثم شرحبيل بن سعد (توفي 123 هـ) ثم ابن شهاب
الزهري (توفي 124 هـ)، غير أن جميع ما كتبه هؤلاء قد باد وتلف، فلم يصل
إلينا منه شيء، إلا بقايا متناثرة روى بعضها الطبري.[24][25] وفي الطبقة
التي تلي هؤلاء، يأتي محمد بن اسحق (توفي 152 هـ) والذي اتفق الباحثون على
أنّ ما كتبه يُعدّ أوثق ما كُتب في السيرة النبوية في ذلك العهد،[21] ولكن
كتابه "المغازي" لم يصل إلينا، فقام ابن هشام (توفي 218 هـ) فروى كتاب ابن
إسحاق مهذبًا ملخصًا وهو المعروف بكتاب "سيرة ابن هشام".[26] كما اعتمد
الطبري (توفي 310 هـ) بشكل أساسي على أخبار رُويت عن ابن إسحاق في الجزء
الخاص بالسيرة النبوية من كتابه تاريخ الطبري.[27] مصدر آخر ظهر في وقت
مبكر هو "المغازي" للواقدي (توفي 207 هـ)، والذي استفاد منه تلميذه ابن سعد
البغدادي (توفي 230 هـ) في كتابه المسمى بـ "الطبقات الكبرى". الكثير من
الباحثين تعاملوا مع هذه المصادر كمصدر صحيح، على الرغم من كون دقتها غير
مؤكدة.[27] لاحقًا عمل الباحثون على التمييز بين الأساطير والروايات
الدسيسة والمكذوبة من جهة والروايات التاريخية البحتة من جهة أخرى.[28]
[عدل]كتب الشمائل والدلائل
مقال تفصيلي :علم الشمائل المحمدية


نسخة من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض في الشمائل، والذي قال عنه علماء المسلمين «لولا الشّفا لما عُرف المصطفى»[29]
تعدّ
كتب الشمائل من المصادر الأساسية لمعرفة سيرة النبي محمد،[30] وهي الكتب
التي قصد أصحابها العناية بذكر أخلاق محمد، وعاداته وفضائله، وسلوكه في
الليل والنهار،[22] كما تناولت آدابه وصفاته الخَلْقية والخُلُقية.[31]
وموضوع الشمائل المحمدية اهتم به علماء المسلمين منذ القدم، وكان أحد أغراض
كتب الحديث، ثم أفرده المحدّثون في كتب مستقلة، كان في مقدمتهم أبو
البختري وهب بن وهب الأسدي (توفي 200 هـ) في مؤلفه "صفة النبي " ثم أبو
الحسن علي بن محمد المدائني (توفي 224 هـ) في كتابه "صفة النبي"، ثم كتاب
"الشمائل المحمدية" للترمذي (توفي 279 هـ)، ثم داود بن علي الأصبهاني (توفي
270 هـ) في كتابه "الشمائل المحمدية"،[31] ثم إسماعيل القاضي المالكي
(توفي 282 هـ) في كتابه "الأخلاق النبوية"، كذلك أبو الحسن أحمد بن فارس
اللغوي (توفي 295 هـ) في كتابه "أخلاق النبي".[22] ثم جاء بعدهم في القرون
التالية خلق كثيرٌ، منهم القاضي عياض (توفي 544 هـ) في كتاب "الشفا بتعريف
حقوق المصطفى".
أما كتب الدلائل فهي تلك الكتب التي حوت بحسب ما يراه
المسلمون من الحجج والبراهين الدّآلة على صدق وصحّة نبوة محمد، وعلى شمول
وعموم رسالته، بدلالات واضحة لا جدل فيها،[32] وفيها الأدلة على معجزاته
وظهور آياته، والردّ على من أنكرها من وجهة نظر المسلمين.[33] وفي كتب
السنة النبوية أبواب خُصصت لعلامات النبوة، كما فعل البخاري ومسلم وغيرهما.
أما الكتب المخصصة لهذا الشأن فهي كثيرة جدًا أشهرها "دلائل النبوة"
للبيهقي.
[عدل]مصادر أخرى
هناك كذلك أنواع أخرى من المصادر، مثل كتب
تفسير القرآن وأسباب النزول، ذلك أن علماء المسلمين يعتمدون بشرح القرآن
بشكل أساسي على تفسيرات القرون الإسلامية الأولى، بما في ذلك الآيات التي
تتناول حياة محمد. ومن أمثلتها تفسير ابن كثير وتفسير الطبري وتفسير
القرطبي.[34] إضافة إلى كتب التاريخ التي تتناول التاريخ بشكل عام وتتطرق
إلى السيرة النبوية كتاريخ الطبري وتاريخ ابن خلدون وغيرها.[34] كذلك هناك
مصادر غير عربية، منها اليونانية، ومن أقدمهم الكاتب ثيوفانس في القرن
التاسع الميلادي. وهناك السريانية ومن أقدمهم كاتب القرن السابع جون بار
بينكاي[35] مع وجود خمسة كتبة آخرين لا تزيد فترة ذكرهم للنبي عن ثلاثين
عام من وفاته.[36]
[عدل]خلفية تاريخية

مقالات تفصيلية :العرب قبل الإسلام و تجارة عربية و آلهة العرب القدماء


أهم القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام
من
النّاحية السياسية، كانت شبه الجزيرة العربية مفككة، لا توحّدها دولة ولا
تديرها حكومة،[37] وكانت الدول القديمة التي قامت في اليمن ونجد وأطراف
العراق والشام قد اندثرت، وطغت البداوة على المدن في الحجاز،[38] فكانت
القبيلة هي الوحدة السياسية والاجتماعية. فكانت مكة تُدار من قبل الملأ في
دار الندوة.[39] والمدينة المنورة في حالة نزاع دائم بين الأوس والخزرج.
أما دولة المناذرة في الحيرة ودولة الغساسنة في الأردن والجولان فقد سمح
الفرس والروم للدولتين بالنشوء لتكونا حاجزتين تصدان عنهما غزو القبائل
العربية، وتتوليان حماية القوافل التجارية. وقد أسقط الفرس دولة المناذرة
سنة 602م قبل البعثة المحمدية بثمانِ سنوات.[38]
[أخف]سلسلة عن رسول الإسلام
محمد

بوابة
سيرةأظهر
مواقيتأظهر
أهل البيتأظهر

ومن
النّاحية الإقتصادية، فقد كان بدو العرب يعتمدون على الرعي والتنقل لأماكن
الماء، مما يجعلها في حروب مع بعضها للحصول على الموارد.[38] أما في
المدن، فكان يقوم فيها النشاط التجاري والزراعي والصناعي،فمكة كان يغلب
عليها النشاط التجاري، وتتحكم بطرق التجارة بين اليمن والشام، وقد استفادت
مكة من مكانة الكعبة الدينية عند العرب في حماية قوافلها التجارية.[39] أما
المدينة فكان يغلب عليها الزراعة حيث بساتين النخيل والأعناب والفواكه.
واستعمل العرب الدينار البيزنطي والدرهم الفارسي في التبادل التجاري.[38]
أما الصناعة فقد عُرفت المدينة بصياغة الحلي الذهبية والفضية، وصناعة
السيوف والرماح والنبال والدروع، كما قامت في المدن العربية حرف الحدادة
والصياغة والدباغة، والغزل والنسيج. وكان العرب يعرفون أنواعًا من
المعاملات المالية كالقراض والمضاربة والرهن.[38]
من النّاحية الدينية
كانت الوثنية تسود شبه جزيرة العرب بشكل غالب،[40] حيث كانوا يعبدون آلهة
يمثلونها في أصنام مصنوعة من الحجر والخشب بلغ عددها 360 صنمًا حول الكعبة
تعبدها القبائل التي تؤم البيت للحج وتقدم لها القرابين والنذر.[41] كان من
أقدمها وأكبرها "مَناة" (لهُذَيْل وخزاعة)، و"الّلات" (لثقيف)،
و"العُزَّى" (لقريش مع كثير من القبائل الأخرى).[40] ومع ذلك بقي لديهم
شعائر من بقايا دين إبراهيم مثل تعظيم الكعبة، والطواف بها، والحج،
والعمرة.[40] وكان هناك أفراد من الموحدين على ملة إبراهيم وإسماعيل كانوا
موجودين في مكة عرفوا بالأحناف.[41] تواجدت أيضًا ديانات بشكل محدود مثل
اليهودية في اليمن والمدينة، والنصرانية في نجران والحيرة ودومة الجندل
وأطراف الشام. كذلك وُجد انتشار محدود للمجوسية قادمًا من بلاد الفرس.[41]
[عدل]نسبه

مقال تفصيلي :نسب محمد بن عبد الله
هو
«أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (واسمه شيبة) بن هاشم (واسمه
عمرو) بن عبد مناف (واسمه المغيرة) بن قصي (واسمه زيد) بن كلاب بن مرة بن
كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (وهو الملقب بقريش) بن مالك بن النضر (واسمه
قيس) بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (واسمه عامر) بن إلياس بن مضر بن نزار بن
معد بن عدنان». هذا هو المتفق عليه من نسبه، أما ما فوقه ففيه اختلاف كثير،
غير أنه ثبت أن نسب عدنان ينتهي إلى إسماعيل بن إبراهيم.[42][43]
ولم
يكن فرعٌ من قريش إلا كان لمحمد فيهم قرابة.[44] ويعتقد المسلمون بأن الله
قد اصطفى نبيَّهم محمدًا واختاره من أزكى القبائل وأفضل البطون وأطهر
الأصلاب،[45] حيث قال «خرجتُ من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن
ولدني أبي وأمّي»،[46] وقال أيضًا «إنَّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل،
واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني
هاشم»،[47] وقال «إنَّ الله تعالى خلق الخلق، فجعلني في خير فِرَقِهم، وخير
الفرقتين، ثم تخيَّر القبائل فجعلني في خير قبيلة، ثم تخيَّر البيوت
فجعلني في خير بيوتهم، فأنا خيرُهم نفسًا، وخيرُهم بيتًا».[48]


أسماء آباء وأمهات النبي محمد
أبوه:
هو عبد الله بن عبد المطلب، أمّه "فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن
مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب".[49][50] كان عبد الله أحسن
أولاد عبد المطلب وأعفّهم وأحبّهم إليه،[42] وأصغرهم من بين أولاده،[51]
وهو الذبيح، الذي فداه أبوه بمائة من الإبل.
أمّه: هي آمنة بنت وهب بن
عبد مناف بن زهرة بن كلاب، أمّها "برّة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد
الدار بن قصي بن كلاب".[49] كانت آمنة تُعد يومئذٍ أفضل امرأة في قريش
نسبًا وموضعًا،[52] وكان أبوها سيّد بني زهرة نسبًا وشرفًا.[42]
أعمامه
وعمّاته: هم العباس، وحمزة، والزبير، والمقوَّم، والحارث، والغيداق، وقُثم،
وعبد الكعبة، وجَحْل (واسمه المغيرة)، وأبو لهب (واسمه عبد العزَّى)، وأبو
طالب (واسمه عبد مناف)، وضرار.[53] وأما عمّاته، فهنّ عاتكة، وأميمة،
وأروى، وأم حكيم (وهي البيضاء)، وبرّة، وصفيّة.[54] ولم يسلم منهم إلا حمزة
والعباس وصفية، واختُلف في عاتكة وأروى.[55]
أخواله وخالاته: لم يكن
لمحمد أخوال وخالات إلا "عبد يغوث بن وهب"،[54] وكان محمد يقول عن سعد بن
أبي وقاص «هذا خالي فليرني امرؤ خاله»،[56] وذلك لأجل أن سعدًا كان من بني
زهرة وكانت أم النبي أيضًا منهم.[54]
حياته قبل البعثة

[عدل]ولادته
طالع أيضا :المولد النبوي


منظر كاشف لمكة من على متن جبل النور
لما
بلغ عبد الله بن عبد المطلب ثمانية عشرة أو خمسة وعشرين سنة،[57] زوّجه
أبوه آمنة بنت وهب من عمّها "وهيب بن عبد مناف" وقد كانت تعيش عنده.[58]
فبنى بها عبد الله في مكة فحملت بمحمد، وكانت آمنة تحدّث أنّها حين حملت به
أُتِيَت فقيل لها «إنّك قد حملت بسيّد هذه الأمّة، فإذا وقعَ على الأرض
فقولي "أعيذه بالواحد من شرِّ كل حاسد"، ثم سمّيه "محمدًا"».[59] ثم لم
يلبث أبوه عبد الله حتى خرج إلى الشام للتجارة، فمرّ بالمدينة فأقام عندهم
مريضًا شهرًا ثم تُوفي عن عمر خمسة وعشرين عامًا،[60] ودُفن في "دار
النابغة" (وهو رجل من بني عدي بن النجار)،[58] وكانت آمنة يومئذٍ حامل
بمحمد لشهرين (رأي الجمهور)،[45] تاركًا وراءه خمسة أجمال، وقطعة غنم،
وجارية حبشية اسمها "بركة" وكنيتها أم أيمن.[58] وبعد أن بقي محمد في بطن
أمه تسعة أشهر كملّاً،[61] وُلد في مكة في شعب أبي طالب،[معلومة 1] في
الدار التي صارت تُعرف بدار "ابن يوسف".[43][62] وتولّت ولادته "الشِّفاء"
أم عبد الرحمن بن عوف.[63]


مكان ولادة النبي محمد في شعب أبي
طالب،[64] وهي الدار التي اشتراها محمد بن يوسف، أخو الحجاج من ورثة عقيل
بن أبي طالب الذي كان أخذها حين هاجر محمد إلى المدينة المنورة. ثم جُعلت
الدار مسجدًا هُدِم لاحقًا، ثم بُني على أنقاضه "مكتبة مكة المكرمة" عام
1951م[65]
وقد كان مولده يوم الإثنين،[66] 8 ربيع الأول،[67] أو 12 ربيع
الأول (المشهور عند أهل السنة)،[68][69] أو 17 ربيع الأول (المشهور عند
الشيعة)،[43] من عام الفيل، بعدما حاول أبرهة الأشرم غزو مكة وهدم الكعبة،
قيل بعده بشهر، وقيل بأربعين يومًا، وقيل بخمسين يومًا (وهو
المشهور)،[70][71] ويوافق ذلك 20 أبريل[70] أو 22 أبريل سنة 571 م على
الأصحّ[42] (أو 570 وحتى 568 أو 569 حسب بعض الدراسات).[72]
ويُروى بأن
محمدًا قد وُلد مختونًا مسرورًا (مقطوع السرّة)،[71] بينما هناك روايات
أخرى تؤيد أن عبد المطلب ختنه يوم سابعه وجعل له مأدبة.[71] وكانت أمّه
تحدّث أنّها لم تجد حين حملت به ما تجده الحوامل من ثقل ولا وحم، ولمّا
وضعته وقع إلى الأرض مستقبل القبلة رافعًا رأسه إلى السماء،[68] مقبوضة
أصابع يديه مشيرًا بالسبابة كالمسبّح بها.[73]
مِن قَبلها طِبتَ في الظِّلال وفي مستودِع حيث يُخصَف الوَرَق
ثُم هبطتَ البلاَد لا بشرٌ أنت ولا مضغةٌ ولا علق
بل نُطفةٌ تركب السَّفينَ وقد ألجَم نسرًا وأهله الغرق
تُنقَل من صالب إلى رَحم إذا مضى عالم بدا طَبَق
ثم احتوى بيتك المهيمن من خندف علياء تحتها النطق
وأنتَ لمَّا وُلدتَ أشرقت الـ أرضُ وضاءت بنورك الأفُق
فنحن في ذلك الضِّياء وفي النُّور وسبل الرشاد نخترق

— العباس بن عبد المطلب[74][75][76]
وأنّها
رأت حين ولدته كأنّه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام.[77] قالت أمّ
عثمان بن أبي العاص «حضرتُ ولادة رسول الله ، فرأيت البيتَ حين وضع قد
امتلأ نورًا، ورأيت النجوم تدنو حتى ظننتُ أنها ستقعَ عليّ».[73] وبعدما
ولدته أرسلت إلى عبد المطلب تبشّره بحفيده، ففرح به فرحًا شديدًا، ودخل به
الكعبة شاكرًا الله،[42] وقال «ليكوننّ لابني هذا شأن»،[58] واختار له اسم
"محمّد" ولم تكن العرب تسمي به آنذاك، إلا ثلاثة طمع آباؤهم حين سمعوا بذكر
محمد وبقرب زمانه وأنه يُبعث في الحجاز فيكون ولدًا لهم.[73] وقد علمت
اليهود آنذاك بولادة محمد، يقول حسان بن ثابت «والله إني لغلام يفعة، ابن
سبع سنين أو ثمان، أعقل كل ما سمعت، إذ سمعت يهوديًا يصرخ بأعلى صوته على
أطمة بيثرب: يا معشر يهود، حتى إذا اجتمعوا إليه، قالوا له: ويلك ما لك؟
قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به».[78]
[عدل]نشأته
طالع أيضا :حادث شق الصدر


بئر ماء زمزم والذي تقول الرواية أن جبريل غسل قلب محمد بذلك الماء في حادث شق الصدر
كان
أوّل من أرضعته بعد رضاعه من أمّه بأسبوع ثويبة مولاة أبي لهب،[42] كان قد
أعتقها، فأرضعت محمدًا لأيام بلبن ابن لها يُقال له "مسروح"، وكانت قد
أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب وأبا سلمة المخزومي،[62] وقيل بل أرضعتهما
معه.[79] ويروي البخاري أنه «لما مات أبو لهب رآه بعض أهله بمنامه، قال له:
ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألقَ بعدكم (أي لم ألقَ بعدكم خيرًا) غير أني
سُقيت في هذه بعتاقتي ثويبة».[80] وكانت أم أيمن تحضنه حتى كبر،[81] وكان
يقول لها «يا أُمّه»، وكان إذا نظر إليها قال «هذه بقية أهل بيتي».[82]
كان
من عادة العرب أن يلتمسوا المراضع لمواليدهم في البوادي،[63] فجاءت نسوة
من بني سعد بن بكر يطلبنَ أطفالًا يرضعنهم فكان محمد من نصيب حليمة بنت أبي
ذؤيب لتُرضعه مع ابنها "عبد الله" في بادية بني سعد، وزوجها هو "الحارث بن
عبد العزى"، وكان لهما ابنتان "أنيسة" و"حذافة" ولقبها الشيماء والتي كانت
تحضن محمدًا مع أمّها إذا كان عندهم.[78] وأجمع رواة السِّير أنَّ بادية
بني سعد كانت تعاني إذ ذاك سنةً مجدبةً، فلما جاء محمد إلى باديتهم عادت
منازل حليمة مخضرّة وأغنامها ممتلئة الضرع.[45] عاش محمد معها سنتين حتى
الفطام وقد كانت حليمة تذهب به لأمه كل بضعة أشهر لزيارتها، فلما انتهت
السنتين عادت به حليمة إلى أمّه لتقنعها بتمديد حضانته خوفًا من وباء بمكة
وقتها ولبركة رأتها من محمد، فوافقت آمنة.[42] وعندما بلغ سن الرابعة،[83]
وقيل الخامسة،[68] حدثت له حادثة شق الصدر والتي قد ورد في كتب السير تكرار
مثيلها أكثر من مرة،[45] والتي أنكرها الشيعة،[84] وبعض المستشرقين أمثال
نيكلسون،[معلومة 2][81] فأعادته حليمة إلى أمه. رَوى مسلم تلك الحادثة
فقال:[85]
أن رسول الله أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه
فشق عن قلبه فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك.
ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه (جمعه وضم بعضه إلى بعض) ثم
أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه (مرضعته) فقالوا: إن محمدًا قد
قُتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في
صدره.
تُوفيت أمّه، وهو ابن ست سنوات[79][84] أثناء عودتهم من زيارة
لأخواله من بني عدي بن النجار، بمكان يسمى الأبواء،[63] فحضنته أم أيمن،
وحملته إلى جدّه عبد المطلب ليكفله بعد ذلك ليعيش معه بين أولاده.[79] وفي
السنة الثامنة من عمره،[86] توفي جده عبد المطلب، بعد أن اختار له أبا طالب
ليكفله، ويقوم بشؤونه.[84]
[عدل]شبابه


دير الراهب بحيرى في بصرى في الشام
لم
يكن عمّه أبو طالب ذا مال وفير، فاشتغل محمد برعي الغنم يأخذ عليه
أجرًا[83] مساعدةً منه لعمّه،[81] قال «ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم.
فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: نعم، كنت أرعاها على قراريط (أجزاء من الدراهم
والدنانير) لأهل مكة».[87] بينما أنكر الشيعة خبر رعيه الغنم.[84] وفي
الثانية عشر من عمره،[88] سافر مع عمه أبي طالب إلى الشام للتجارة، فلما
نزلوا "بصرى" في الشام مرّوا على راهب اسمه "بحيرى"،[79] وكان عالمًا
بالإنجيل، فجعل ينظر إلى محمد ويتأمّله، ثم قال لأبي طالب «ارجع بابن أخيك
إلى بلدك واحذر عليه اليهود فوالله إن رأوه أو عرفوا منه الذي أعرف ليبغنه
عنتًا، فإنه كائن لابن أخيك شأن عظيم نجده في كتبنا وما ورثنا من
آبائنا».[89][90]
لُقّب محمد في مكة "بالأمين"،[63] فكان الناس يودعون
أماناتهم عنده. كما عُرف عنه أنه لم يسجد لصنم قطّ، رغم أنتشار ذلك في
قريش،[7][81] ولم يشارك شبابهم في لهوهم ولعبهم،[83] وإنما كان يشارك
كبرائهم في حربهم ومساعدتهم بعضًا بعضًا، ففي الرابعة عشر من عمره، وقيل في
العشرين من عمره،[70] حدثت حرب الفجار بين قريش ومن معهم من كنانة وبين
هوازن،[91] فشارك محمد فيها.[91] كما شارك قريشًا في "حلف الفضول" وهو
ميثاق عقدته قريش في دار عبد الله بن جدعان بمكة، وتعاهدت فيه أن تحمي
الضعفاء والمظلومين، قال محمد «لقد شهدتُ في دار عبد الله بن جدعان حِلفًا،
لو دُعيت به في الإسلام لأجبتُ».[92] ولمّا أصاب الكعبة سيل أدّى إلى
تصدّع جدرانها، قرر أهل مكة تجديد بنائها،[83] وفي أثناء ذلك اختلفوا فيمن
يضع الحجر الأسود في موضعه، فاتفقوا على أن يضعه أول شخص يدخل عليهم، فلما
دخل عليهم محمد وكان عمره خمسًا وثلاثين سنة،[88] قالوا «هذا الأمينُ، قد
رَضينا بما يقضي بيننا»،[88] فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه وأمر كل قبيلة
أن ترفع بجانب من جوانب الثوب ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه.[93]
[عدل]زواجه بخديجة
مقال تفصيلي :خديجة بنت خويلد


القبة التي كانت مبنية على قبر خديجة في مقبرة المعلاة
كانت
خديجة بنت خويلد امرأةً تاجرةً ذات شرف ومال،[63] فبلغها عن محمد ما بلغها
من أمانته، فعرضت عليه أن يخرج بمالها إلى الشام متاجرًا وتعطيه أفضلَ ما
كانت تعطي غيره من التجّار،[94] فقبل وخرج ومعه غلامها "ميسرة"، فقدما
الشام فنزلا في سوق بصرى في ظل شجرة قريبة من صومعة راهب يُقال له
"نسطورا"،[95] فاطلع الراهب إلى ميسرة وقال له «ما نزل تحت هذه الشجرة قطّ
إلا نبيّ»،[96] وكان ميسرة إذا اشتد الحرّ يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو
على بعيره.[97] فلما أقبل عائدًا إلى مكة قدم على خديجة بمالها وقد ربحت
ضعف ما كانت تربح.[94] بعد ذلك عرضت خديجة عليه الزواج بواسطة صديقتها
"نفيسة بنت منيّة"،[98] فرضى بذلك، وعرض ذلك على أعمامه، فخرج معه عمّه
حمزة بن عبد المطلب حتى خطبها من عمّها "عمرو بن أسد"،[99][100] وقيل بل
خطبها له أبو طالب.[101] ثم تزوجها بعد أن أصدقها عشرين بكرة، وكان سنّه
خمسًا وعشرين سنة وهي أربعين سنة،[102] وقيل بل كانت خمسًا وعشرين
سنة،[103] أو ثمانية وعشرين سنة.[104] وكانت خديجة أول امرأة تزوجها محمد
ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت[97] بعد ما بقيت معه خمسًا وعشرين سنة،
عشرًا بعد المبعث وخمس عشرة قبله.[68] وبحسب أهل السنة فإنه قد تزوج خديجة
قبل محمد وهي بِكر "عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم" (وولدت له
هند) ثم مات عنها فتزوجها "أبو هالة النباش بن زرارة" (وولدت له هند
وهالة).[94] بينما رفض الشيعة ذلك، وقالوا إنَّ محمدًا تزوجها بكرًا.[105]
جزء من سلسلة
الإسلام

أنبياء الإسلام في القرآن

رسل وأنبياء
آدم·إدريس
نوح·هود·صالح
إبراهيم·لوط
إسماعيل · اسحاق
يعقوب·يوسف
أيوب
شعيب · موسى ·هارون
يوشع بن نون
ذو الكفل · داود · سليمان · إلياس
عزير
اليسع · يونس
زكريا · يحيى
عيسى بن مريم
محمد بن عبد الله

ع · ن · ت
أنجب
محمد من خديجة كل أولاده إلا إبراهيم. وحين تزوج خديجة، أعتق حاضنته أم
أيمن فتزوجها "عبيد بن زيد من بني الحارث"، فولدت له أيمن،[106] فصحب
محمدًا حين بُعث وتوفي شهيدًا يوم حنين،[107] وقيل يوم خيبر.[106] وكان زيد
بن حارثة لخديجة فوهبته لمحمد، فأعتقه وزوجه أم أيمن بعد النبوة فولدت له
أسامة،[108] وتوفيت بعدما توفي محمّد بخمسة أشهر.[109]
[عدل]مبشرات على قرب مبعثه
يؤمن
المسلمون بأن الله لم يبعث نبيًا إلا وأخذ عليه الميثاق لئن بُعث محمدًا
وهو حيّ ليؤمننّ به وينصرنّه، ويأمر قومه بذلك،[110] وكان محمدٌ يقول «أنا
دعوة إبراهيم، وكان آخر من بشّر بي عيسى بن مريم».[111] وقد ورد في كتب
السير بأن الأحبار من اليهود والكهّان من النصارى ومن العرب كانوا قد
تحدّثوا بأمر النبي محمد قبل مبعثه لمّا تقارب زمانه،[112] فأمّا الكهّان
من العرب فأتتهم به الشياطين من الجن مما تسترق من السمع في السماء قبل أن
تُحجَب عن ذلك برمي النجوم والشهب بمبعث النبي محمد،[112] وأما الأحبار من
اليهود والرهبان من النصارى فلِما وجدوا في كتبهم من صفته وصفة زمانه، وما
كان من عهد أنبيائهم إليهم أن يتبعوه وينصروه إذا بعث فيهم.
قال ابن
عباس «كانت يهود خيبر تقاتل غطفان فلمّا التقوا هُزمت يهود خيبر فعاذت
اليهود بهذا الدعاء فقالت «اللهم إنا نسألك بحقّ محمد النبيّ الأميّ الذي
وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم»، فكانوا إذا
التَقَوا، دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان، فلما بُعث النبي كفروا به فأنزل
الله ﴿وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ
كَفَرُواْ﴾».[113] ومما ورد في قصة إسلام سلمان الفارسي أنه قال له أحد
الرهبان «قد أظلّ زمان نبي، مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب، مهاجره
إلى الأرض بين حرّتين بينهما نخل، به علامات لا تخفى، يأكل الهديّة ولا
يأكل الصّدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد
فافعل».[112] وعن عامر بن ربيعة أنه قال: «سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول
أنا أنتظر نبيًا من ولد إسماعيل ثم من بني عبدالمطلب ولا أراني أدركه، وأنا
أؤمن به وأصدّقه وأشهد أنه نبيّ، فإن طالت بك مدة فرأيته فأقرئه مني
السّلام، وسأخبرك ما نعته حتى لا يخفى عليك. قلت: هلمّ. قال: هو رجل ليس
بالقصير ولا بالطويل ولا بكثير الشعر ولا بقليله وليست تفارق عينيه حمرة
وخاتم النبوة بين كتفيه، واسمه أحمد، وهذا البلد مولده ومبعثه، ثم يخرجه
قومه منها، ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر إلى يثرب فيظهر أمره، فإيّاك أن
تخدع عنه فإني طفت البلاد كلها أطلب دين إبراهيم، فكل من أسأل من اليهود
والنصارى والمجوس يقولون "هذا الدين وراءك" وينعتونه مثل ما نعته لك
ويقولون "لم يبق نبي غيره"».[114]
وقد كان محمد يرى قبل بعثته أمورًا،
من ذلك ما قاله «إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلّم علي قبل أن أُبعث، إني
لأعرفه الآن»،[115] وكان إذا خرج لحاجة أبعد حتى تحسر عنه البيوت ويفضي إلى
شعاب مكة وبطون أوديتها، فلا يمرّ بحجر ولا شجر إلا قال «السلام عليك يا
رسول الله» يمينه وعن شماله وخلفه فلا يرى إلا الشجر والحجارة. فمكث كذلك
يرى ويسمع، حتى جاءه جبريل في غار حراء.[116]
[عدل]حياته بعد البعثة إلى الهجرة

[عدل]نزول الوحي


غار حراء، حيث يؤمن المسلمون أن وحيًا من الله نزل على محمد هناك


جبل النور في مكة
لما
بلغ محمد سنَّ الأربعين، اعتاد أن يخرج إلى غار حراء (طوله 2.16م، وعرضه
0.945م)[117] في جبل النور على بعد نحو ميلين من مكة،[83] وذلك في كل
عام،[116] فيأخذ معه الطعام والماء ليقيم فيه شهرًا بأكمله ليتعبد
ويتأمّل.[118] ويعتقد المسلمون بأنه في يوم الاثنين،[119] 17 رمضان[120] أو
24 رمضان،[116][121] أو 21 رمضان، الموافق 10 أغسطس سنة 610م،[117] أو 27
رجب (المشهور عند الشيعة)،[122] نزل الوحي لأول مرّة على محمد وهو في غار
حراء، تروي عائشة بنت أبي بكر قصة بدء الوحي، والتي أنكر الشيعة معظمَ ما
جاء فيها:[123][124]
أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة
في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبب إليه الخلاء،
وكان يخلو بغار حراء، فيتحنّث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى
أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحقّ وهو
في غار حراء، فجاءه المَلك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقاريء. قال: فأخذني
فغطّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقاريء،
فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما
أنا بقاريء، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: «اقرأ باسم ربّك الذي
خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربّك الأكرم * الذي علّم بالقلم * علّم
الإنسان ما لم يعلم». فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت
خويلد رضي الله عنها فقال: زمّلوني زملّوني، فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع،
فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة: كلا والله ما
يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرّحم، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتُقرِي
الضيف، وتُعين على نوائب الحقّ. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل
بن أسد بن عبد العزى، ابن عم خديجة، وكان امرءًا تنصّر في الجاهلية، وكان
يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب،
وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عمّ، اسمع من ابن أخيك.
فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله خبر ما رأى، فقاله له
ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله به على موسى، يا ليتني فيها جذع، ليتني
أكون حيًا إذ يُخرجك قومك، فقال رسول الله : أوَمخرجيّ هم؟ قال: نعم، لم
يأتِ رجل قطّ بمثل ما جئتَ به إلا عُودِي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا
مؤزرًا
وبعد تلك الحادثة، فَتَر عنه الوحي مدة، قيل أنها ثلاث سنوات
وقيل أقلّ من ذلك، ورجّح البوطي ما رواه البيهقي من أن المدة كانت ستةَ
أشهر،[45][125] حتى انتهت بنزول أوائل سورة المدثر. ثم بدأ الوحي ينزل
ويتتابع مدة ثلاثة وعشرين عامًا حتى وفاته.[126] فكان أول ما نزل من القرآن
بعد أول سورة العلق، أول سورة القلم، والمدثر والمزمل والضحى والليل.[114]
وعن كيفية نزول الوحي عليه، كان يقول «أحيانًا في مثل صلصلة الجرس، فهو
أشده عليّ فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلاً
فيكلمني فأعي ما يقول»، قالت عائشة: «ولقد رأيتُه ينزل عليه الوحي في اليوم
الشديد البرد، فيفصِم عنه، وإنَّ جبينه ليتفصَّد عرقًا».[127] وفي نفس تلك
الفترة حدثت له حادثة شق الصدر للمرّة الثانية.[128][129]
[عدل]بداية الدعوة
مقال تفصيلي :بداية الدعوة المحمدية


الصلاة كانت أول ما نزل من الأحكام على المسلمين في بداية الدعوة


قال
النبي محمد «ما دعوتُ أحدًا إلى الإسلام إلا كانت فيه عنده كبوة ونظر
وتردد، إلا ما كان من أبي بكر بن أبي قحافة ما عَكَم عنه حين ذكرته له وما
تردد فيه»[130]
يعتقد المسلمون بأن محمدًا بُعث للناس كافة، فقد قال عن
نفسه «أنا رسولُ من أدركتُ حيًا، ومن يولد بعدي»،[131] فبعد نزول آيات سورة
المدثر،[132] بدأ يدعو إلى الإسلام الكبيرَ والصغيرَ، والحر والعبد،
والرجال والنساء، فكان أوّل النّاس إيمانًا به بحسب الرواية السنية زوجته
خديجة بنت خويلد،[133] ثمّ ابن عمّه علي بن أبي طالب،[134] (وهو أول الناس
إيمانًا بحسب الشيعة)[135] وكان صبيًا يعيش في كفالة محمد معاونةً لأبي
طالب،[136] وهو يومئذٍ ابن عشر سنين[137][138]، وقيل ثمان سنين، وقيل غير
ذلك.[139] ثم أسلم زيد بن حارثة مولى محمد ومتبنّاه قبل تحريم ذلك في
الإسلام، فكان أول ذكر أسلم وصلّى بعد علي بن أبي طالب،[130] وفي رواية
الزهري أن زيد بن حارثة كان أول الرجال إسلامًا.[136] ثم أسلم صديقه
المقرّب أبو بكر بن أبي قحافة،[130] وقيل بل أسلم قبل علي بن أبي
طالب،[140] قال أبو حنيفة «بل هو أول من أسلم من الرجال، وعليًا أول من
أسلم من الصبيان».[141][142] ولمّا أسلم أبو بكر أظهر إسلامه فكان أول من
أظهر الإسلام في مكة،[143] وجعل يدعو إلى الإسلام من وثِقَ به من قومه ممن
يجلس إليه، فأسلم بدعائه عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد
الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص.[132][140] ويُروى أنّ أبا بكر
رأى رؤيا قبل إسلامه، ذلك أنه رأى القمر ينزل إلى مكة، ثم رآه قد تفرّق
على جميع منازل مكة وبيوتها، فدخل في كل بيت منه شعبة، ثم كأنه جمع في
حجره، فقصّها على بعض الكتابيين فعبرها له بأن «النبي المنتظر الذي قد أظل
زمانه تتبعه وتكون أسعد الناس به».[138]
وكان محمد في بداية أمره يدعو
إلى الإسلام مستخفيًا حذرًا من قريش مدة ثلاث سنين.[144] وكان من أوائل ما
نزل من الأحكام الأمر بالصلاة، وكانت الصلاة ركعتين بالصباح وركعتين
بالعشيّ،[138] فكان محمد وأصحابه إذا حضرت الصّلاة ذهبوا في الشِّعاب
فاستخفوا بصلاتهم من قومهم.[94] وكان المسلمون الأوائل يلتقون بمحمد سرًا،
ولما بلغوا ثلاثين رجلاً وامرأةً، اختار لهم محمد «دار الأرقم بن أبي
الأرقم» عند جبل الصفا ليلتقي بهم فيها لحاجات الإرشاد والتعليم.[144]
وبقوا فيها شهرًا،[145] لحين ما بلغوا ما يقارب أربعين رجلاً وامرأةً، فنزل
الوحي يكلف الرسول بإعلان الدعوة والجهر بها.[146]
[عدل]الجهر بالدعوة


جبل الصَّفا من داخل المسجد الحرام في مكة، والذي جهر عنده محمد لأول مرّة بدعوته
بعد
مرور ثلاث سنوات من الدعوة سرًا، بدأ محمد بالدعوة جهرًا بعدما تلقّى
أمرًا من الله بإظهار دينه، عن علي بن أبي طالب أنه قال: «لما نزلت «وأنذر
عشيرتك الأقربين» جمع رسول الله قرابته، فاجتمع له ثلاثون رجلاً، فأكلوا
وشربوا، فقال لهم: من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون
خليفتي في أهلي؟ فقال علي: أنا».[147][148][149] ويروي ابن عباس
فيقول:[150]
لمّا أنزلت «وأنذر عشيرتك الأقربين» صعد رسول الله على
الصّفا فقال: يا معشر قريش! فقالت قريش: مالك يا محمد؟ قال: أرأيتم لو
أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل أكنتم تصدقونني؟ قالوا: نعم، أنت عندنا
غير متَّهم، وما جربنا عليك كذبًا قطّ. قال: فإنّي نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ
شديدٍ، يا بني عبد المطلب! يا بني عبد مناف! يا بني زهرة! إنّ الله أمرني
أن أُنذر عشيرتي الأقربين، وإنّي لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من
الآخرة نصيبًا، إلا أن تقولوا لا إله إلا الله. فقال أبو لهب: تبًا لك سائر
اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله تبارك وتعالى «تبت يدا أبي لهب وتب»


الشهادتان «لا إله إلا الله محمد رسول الله» التي كان يدعو لهما النبي محمد
وبحسب
رواية عن الزهري فإن قريشًا لم تعادي محمدًا ودعوتَه إلا بعد أن نزلت آيات
في ذم الأصنام وعبادتها،[150] في حين يتمسك مفسرو القرآن وأغلب كتاب
السيرة بأن المعارضة تزامنت مع بدء الدعوة الجهرية للإسلام.[151] فاشتدت
قريش في معاداتها لمحمد وأصحابه، وتصدّوا لمن يدخل في الإسلام بالتعذيب
والضرب والجلد والكيّ، حتى مات منهم من مات تحت التعذيب،[144] قال ابن
مسعود «أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رسول الله ، وأبو بكر، وبلال وخباب
وصهيب وعمار وسمية. فأما رسول الله وأبو بكر فمنعهما قومهما، وأما الآخرون
فأُلبسوا أدرع الحديد ثم صُهروا في الشمس وجاء أبو جهل إلى سمية فطعنها
بحربة فقتلها».[152] حتى محمدًا قد ناله نصيب من عداوة قريش، من ذلك ما
رواه عبد الله بن عمرو بن العاص «بينما رسول الله يصلي بفناء الكعبة إذ
أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقًا
شديدًا، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله وقال: أتقتلون رجلاً
أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبيّنات من ربّكم».[153] وقد كان من أشدّهم
معاداة لمحمد وأصحابه أبو جهل، وأبو لهب، والأسود بن عبد يغوث، والحارث بن
قيس بن عدي، والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط،[150] حتى
دعا على بعضهم قائلاً: «اللهم عليك بعمرو بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة
بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وعمارة بن
الوليد».[154]
سلكت قريش طريق المفاوضات لثني محمد عن دعوته، فأرسلت
عتبة بن ربيعة أحد ساداتهم يفاوضه، فلما سمع القرآن عاد لقريش وقال
«أطيعوني وخلّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكوننّ
لقوله الذي سمعت منه بنبأ عظيم، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن
يظهر على العرب فملكه ملككم وعزّه عزّكم». ثم حاولوا مرات كثيرة بعرض المال
عليه والزعامة، لكن محمدًا كان يرفض في كل مرة.[144] ولما كان محمد في
حصانة عمّه أبي طالب، أرسلوا وفودًا لعمّه يعاتبونه مرات عديدة،[151] حتى
صعُب على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم له، فقال لمحمد «يا ابن أخي، إنّ
قومك قد جاؤوني وقالوا كذا كذا، فأبق عليَّ وعلى نفسك، ولا تحمِّلني من
الأمر ما لا أطيق أنا ولا أنت، فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك»، فظنّ
محمد أن قد بَدَا لعمّه فيه، وأنه خاذله ومُسْلمه، وضعف عن القيام معه.
فقال محمد كلمته المشهورة «يا عمّ، لو وُضعت الشمس في يميني، والقمر في
يساري، ما تركتُ هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك في طلبه». ثم بكى محمد،
فقال له أبو طالب «يا ابن أخي، إمضِ على أمرك وافعل ما أحببت، فوالله لا
أسلمك لشيء أبدًا».[155][156]
[عدل]الهجرة إلى الحبشة


موقع مملكة الحبشة، وجهة أصحاب محمد للهجرة هربًا من الاضطهاد
لما
اشتد البلاء على المسلمين، أذن لهم محمد بالهجرة إلى الحبشة عند الملك
أصحمة النجاشي، قائلاً لهم «إنّ بأرض الحبشة ملكًا لا يُظلَم أحدٌ عنده،
فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجًا ومخرجًا مما أنتم فيه»، فخرج 11
رجلاً و4 نسوة،[157] على رأسهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت محمد،[158]
في شهر رجب من سنة خمس من البعثة (8 ق هـ)،[159] وكان رحيل هؤلاء تسللًا في
الليل، خرجوا إلى البحر وقصدوا "ميناء شعيبة"، وكانت هناك سفينتان
تجاريتان أبحرتا بهم إلى الحبشة،[160] فكانت أول هجرة في الإسلام.


موضع السجود في آخر سورة النجم والذي سجد عند تلاوته كل من سمعه من النبي محمد
وفي
أعقاب الهجرة إلى الحبشة، وتحديدًا في شهر رمضان، خرج النبي محمد إلى
الحرم، وفيه جمع كبير من قريش، فقام فيهم، وفاجأهم بتلاوة سورة النجم، ولم
يكن أولئك قد سمعوا القرآن من قبل، لأنهم كانوا مستمرين على ما تواصوا به
من قولهم ﴿لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون﴾،[160] حتى إذا
تلا في خواتيم هذه السورة آية ﴿فاسجدوا لله واعبدوا﴾ ثم سجد، فسجد معه كل
من كان حاضرًا من قريش،[161] إلا شيخًا أخذ كفًا من حصى فرفعه إلى جبهته
وقال: «يكفيني هذا»،[162] فشاع أن قريشًا قد أسلمت.[159]
ولما بلغ
المسلمين في الحبشة أن أهل مكة قد أسلموا، رجع ناس منهم إلى مكة، فلم يجدوا
ما أُخبروا به صحيحًا، فلم يدخل أحدٌ مكة إلا مستخفيًا، أو في جوار رجل من
قريش،[160] ثم رجعوا وسار معهم جماعة إلى الحبشة، وهي الهجرة
الثانية،[159] فكان جميع من لحق بأرض الحبشة وهاجر إليها من المسلمين، سوى
أبنائهم الذين خرجوا بهم صغارًا أو ولدوا بها، 83 رجلاً.[158] ولما رأت
قريش أنّ أصحاب محمد قد أمنوا في الحبشة، بعثوا عبد الله بن أبي ربيعة
وعمرو بن العاص محمّلين بالهدايا للنجاشي وبطارقته علّه يخرج المسلمين من
دياره، فدعى النجاشي المسلمين، وقام جعفر بن أبي طالب مدافعًا عن المسلمين،
فقرأ على النجاشي بعضًا من سورة مريم، فبكى النجاشي، وبكت أساقفته حين
سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال لهم النجاشي «إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج
من مشكاة واحدة، انطلقا، فلا والله لا أسلمهم إليكما، ولا يُكادون - يخاطب
عمرو بن العاص وصاحبه».[163][164] وقد هاجر معظم الذين هاجروا إلى الحبشة
إلى المدينة المنورة، بعد أن استقر الإسلام فيها، وتأخر جعفر ومن معه إلى
فتح خيبر سنة 7 هـ.[159]
[عدل]حصار بني هاشم
جزء من سلسلة
الإسلام



العقائد والعبادات
التوحيد · الشهادتان · الصلاة · الصوم
الزكاة · الحج

تاريخ الإسلام
صدر الإسلام · العصر الأموي
العصر العباسي · العصر العثماني

الشخصيات الإسلامية
محمد · أنبياء الإسلام
الصحابة · أهل البيت
المسلمون

نصوص وتشريعات
القرآن · الحديث النبوي
الشريعة الإسلامية . الفقه الإسلامي

فرق إسلامية
السنة · الشيعة · الإباضية · الأحمدية

حضارة الإسلام
الفن · العمارة
التقويم الإسلامي
العلوم · الفلسفة

تيارات فكرية
التصوف · الإسلام السياسي
حركات إصلاحية
الليبرالية الإسلامية

مساجد
المسجد الحرام · المسجد النبوي
المسجد الأقصى

مدن إسلامية
مكة المكرمة · المدينة المنورة · القدس

انظر أيضا
مصطلحات إسلامية
قائمة مقالات الإسلام
الإسلام حسب البلد
الخلاف السني الشيعي

ع · ن · ت


الكعبة من الداخل، حيث عُلقت صحيفة المقاطعة لبني هاشم
لما
بلغ قريشًا فعل النجاشي بالمسلمين، وأن عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب
قد أسلما، وعندما رأوا الإسلام يفشوا في القبائل،[165] كبُر ذلك عليهم،
وأجمعوا على قتل محمد، فكلّموا بني هاشم في ذلك فرفضوا تسليمه إليهم، وأجمع
بنو هاشم أمرهم على أن يُدخلوا محمدًا شِعبَهم ويمنعوه ممن أراد
قتله،[166] فانحازت بنو المطلب بن عبد مناف إلى أبي طالب في شعبه مع بني
هاشم مسلمهم وغير مسلمهم،[167] إلا أبو لهب فإنه فارقهم وكان مع قريش.[165]
ولمّا عرفت قريش ذلك، أجمعوا على حصار بني هاشم، بألا يناكحوهم ولا
يبايعوهم ولا يخالطوهم ولا يجالسوهم، حتى يسلموا محمدًا للقتل، وكتبوا بذلك
كتابًا وعلّقوه في جوف الكعبة.[165] وكان الذي كتب الصحيفة "منصور بن
عكرمة العبدري"، والذي قد رُوي أن النبي محمد قد دعى عليه فشُلّت يده.[168]
وحصروا بني هاشم في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة (6 ق
هـ)،[166] وقطعوا عنهم الميرة والمادة، فكانوا لا يخرجون إلا من موسم إلى
موسم حتى اشتد عليهم الحصار وباتوا يأكلون أوراق الشجر، وسُمع أصوات
صبيانهم من وراء الشعب،[169] فأقاموا في الشعب ثلاث سنين، وقيل سنتين.[167]
سعى
خمسة من رؤساء قريش في نقض الصحيفة وإنهاء الحصار، فكان أول من بدأ في ذلك
الأمر هشام بن عمرو والذي كان يأتي بني هاشم وبني المطلب بالطعام إلى
الشعب ليلاً،[170] وآزره زهير بن أمية (أمه عاتكة بنت عبد المطلب)، والمطعم
بن عدي، وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود.[170] ثم قد علم محمد أمر
صحيفتهم وأن الأرضة[معلومة 3] قد أكلت ما كان فيها إلا ذكر الله، وهي كلمة
"باسمك اللهم"،[170] فذكر ذلك لأبي طالب، ليخرج أبو طالب قائلاً لقريش «إنّ
ابن أخي قد أخبرني ولم يكذبني قطّ أنّ الله قد سلّط على صحيفتكم الأرضة
فلحست كل ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم، وبقي فيها كل ما ذكر به
الله، فإن كان ابن أخي صادقًا نزعتم عن سوء رأيكم، وان كان كاذبًا دفعته
إليكم فقتلتموه أو استحييتموه»، قالوا «قد أنصفتنا»، فأرسلوا إلى الصحيفة،
ففتحوها فإذا هي كما قال النبي محمد. فقال أبو طالب: «علام نحبس ونحصر وقد
بان الأمر؟ ثم دخل هو وأصحابه بين أستار الكعبة والكعبة فقال: "اللهم
انصرنا ممن ظلمنا وقطع أرحامنا واستحل ما يحرم عليه منا"».[168] وعند ذلك
قام المطعم بن عدي إلى الصحيفة فمزقها، ثم مشى مع من أجمعوا على نقض
الصحيفة، فلبسوا السلاح ثم خرجوا إلى بني هاشم وبني المطلب فأمروهم بالخروج
إلى مساكنهم ففعلوا.[171] وكان خروجهم من الشعب في السنة العاشرة للبعثة
(3 ق هـ).[168]
ولم يلبث أبو طالب حتى توفي في رمضان أو شوال من السنة
العاشرة للبعثة (3 ق هـ)، وهو يومئذٍ ابن بضع وثمانين سنة،[168] وقيل: كانت
وفاته في رجب بعد ستة أشهر من خروجهم من الشعب، وذلك قبل الهجرة إلى
المدينة المنورة بثلاث سنين.[172] وقد أجمع الشيعة على أنّه تُوفي مسلمًا
مؤمنًا،[173] وقد جاء ذلك أيضًا في رواية عند ابن اسحق ما يفيد أنّه أسلم
عند موته،[172] ولكن أهل السنة يثبتون الرواية الأصحّ عندهم بأنه تُوفي ولم
يُسلم.[171] ولم تكن قريش تستطيع النيل من محمد أو أذيته حتى توفي أبو
طالب، فرُوي عنه أنه قال: «ما نالت مني قريش شيءًا أكرهه حتى مات أبو
طالب».[172] وبعد وفاة أبو طالب بشهر وخمسة أيام،[167] وقيل بشهرين، وقيل
بثلاثة أيام،[169] توفيت زوجته خديجة بنت خويلد في رمضان من السنة العاشرة
للبعثة، ودفنت في مكة ولها من العمر65 سنة، وقيل: 50، والنبي محمد إذ ذاك
في الخمسين من عمره،[174] فحزن النبي محمد على فقدان عمه وزوجته حتى سمّى
ذلك العام بـ عام الحزن.[166] وبعد أيام من وفاتها، تزوج محمد من سودة بنت
زمعة[166] في رمضان وقيل في شوال.[171]
[عدل]الخروج إلى الطائف


جبال مدينة الطائف
بعدما
اشتد الأذى من قريش على محمد وأصحابه بعد موت أبي طالب، قرر محمد الخروج
إلى الطائف حيث تسكن قبيلة ثقيف يلتمس النصرة والمنعة بهم من قومه ورجاء أن
يسلموا،[175] فخرج مشيًا على الأقدام[176] ومعه زيد بن حارثة، وقيل بل خرج
وحده،[177] وذلك في ثلاث ليال بَقَيْن من شوال سنة عشر من البعثة (3 ق
هـ)،[178] الموافق أواخر مايو سنة 619م،[176] فأقام بالطائف عشرة أيام[179]
لا يدع أحدًا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه، فلم يجيبوه، وردّوا عليه ردًا
شديدًا،[180] وأغروا به سفهاءهم فجعلوا يرمونه بالحجارة حتى أن رجلي محمد
لتدميان وزيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى جُرح في رأسه.[178] وألجؤوه إلى
حائط[معلومة 4] لعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، على ثلاثة أميال من
الطائف،[176] ورجع عنه سفهاء ثقيف من كان يتبعه، فلما اطمأن محمد قال:[175]
اللهم
إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت
رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني (يلقاني
بالغلظة)، أم إلى عدوّ ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن
عافيتك هي أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له ا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيدنا محمد رسول الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصديقة بنت الصديق، حبيبة رسول الله امنا عائشة رضي الله عنها وارضاهاالصديقة بنت الصديق، حبيبة رسول الله امنا عائشة رضي الله عنها وارضاها
» سيدنا رسول الله
» اللهم صلى على سيدنا محمد
» لاإله إلا الله،محمد رسول الله
» صورة محمد رسول الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة منتديات هواره منتدي هواره :: المنتدي الاسلامي :: إســلامــيــات-
انتقل الى: