ابن تيمية - مجمع فتاوى ابن تيمية الجزء 23 ص / 1634 حيث يقول ما نصه:
"فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون لهم فيه أجر عظيم لحسن قصدهم وتعظيمهم لرسول الله ".
وللحافظ
السيوطي رسالة سماها "حسن المقصد في عمل المولد"، قال: "فقد وقع السؤال عن
عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود
أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟ والجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو
اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرءان، ورواية الأخبار الواردة في مبدإ
أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط
يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها
صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح
والاستبشار بمولده الشريف.
قال ابن كثيرفي تاريخه: "كان يعمل المولد
الشريف - يعني الملك المظفر - في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً،
وكان شهمًا شجاعًا بطلاً عاقلاً عالمًا عادلاً رحمه الله وأكرم مثواه. قال:
وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب ابن دحية مجلدًا في المولد النبوي سماه
"التنوير في مولد البشير النذير" فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته
في المُلك إلى أن مات وهو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة
محمود السيرة والسريرة".ا.هـ.
ويذكر سبط ابن الجوزي في مرءاة الزمان أنه كان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء
وقال
ابن خلكان في ترجمة الحافظ ابن دحية: "كان من أعيان العلماء ومشاهير
الفضلاء، قدم من المغرب فدخل الشام والعراق، واجتاز بإربل سنة أربع وستمائة
فوجد ملكها المعظم مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي، فعمل له
كتاب "التنوير في مولد البشير النذير"، وقرأه عليه بنفسه فأجازه بألف
دينار".ا.هـ.
قال الحافظ السيوطي: "وقد استخرج له - أي المولد - إمام
الحفاظ أبو الفضل أحمد بن حجر أصلاً من السنة، واستخرجت له أنا أصلاً
ثانيًا..."ا.هـ.
فتبين من هذا أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة حسنة فلا
وجه لإنكاره، بل هو جدير بأن يسمى سنة حسنة لأنه من جملة ما شمله قول رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من
عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء" وإن كان الحديث واردًا في سبب
معين وهو أن جماعة أدقع بهم الفقر جاءوا إلى رسول الله وهم يلبسون النِّمار
مجتبيها أي خارقي وسطها، فأمر الرسول بالصدقة فاجتمع لهم شىء كثير فسرّ
رسول الله لذلك فقال: "من سنَّ في الإسلام ..." الحديث.
وذلك لأن العبرة
بعموم اللَّفظ لا بخصوص السبب كما هو مقرر عند الأصوليين، ومن أنكر ذلك
فهو مكابرولاحجة ولاعبرة بكلامه ثم الإحتفال بالمولد فرصة للقاء المسلمين
على الخير وسماع الأناشيد المرققة للقلوب و إن لم يكن في الإجتماع على
المولد إلا بركة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه و سلم لكفى.
سؤال
هل لو احتفلت بذلك اليوم وتصدقت وصليت على النبى او قمت بصيام ذلك اليوم
يدخلنى الله جهنم خالدا مخلدا فيها ويعاملنى معاملة الكافر؟