اليوم عرس حنظلة
حنظلة بن ابي عامر (غسيل الملائكة)
في ليلة صبيحتها القتال في أحد
..استأذن حنظلة النبي الكريم أن يبيت عند زوجته ..
حنظلة لا يعرف بالتحديد إن كان لقاءا أم وداعا ..؟!
ويأذن له نبي الرحمة والسلام ..ليبيت الليلة عند عروسه
مع نسمات الفجر الأولى .. حين سمع صيحة القتال ..فبادر بالخروج ..
وكان جنبا رضي الله عنه ..فلم يتمهل حتى يغتسل ..
وانطلق بين دموع... الحبيبة وأشواق الفؤاد الذي لم يرتو من شهد الحبيب بعد..
انطلق والحنين يصدح في جنبات قلبه ..الحنين للساعات الأولى التي جمعتهم ..
ثم مرت كدهر من الزمان ..وصارت حلما ..!!
انطلق حنظلة ..الذي جعل من هوى نفسه ترابا تطئه قدمه
وانتصر الحب الكبير على كل شئ ..انتصر على حنظلة ذاته ..
أجل انتصر حنظلة على حنظلة ..وانتهى الاختبار..!!
وينطلق حنظلة المجاهد عريس البارحة ..
يحمل سلاحه ليلحق بالنبي وهو يسوي صفوف المجاهدين
مازال حنظلة يبرهن على حبه العظيم لله تعالى ….
مازال يخجلنا في الحقيقة ..
إنه يتقدم نحو أبي سفيان بن حرب .. يسرع نحوه ..
ليضرب أرجل فرسه من الخلف ..ويقع أبو سفيان
يسقطه من فرسه على الأرض ..
وكأنه يسقط الباطل الذي سرق أمنه وسلامه
وهنا يدركه شداد بن الأسود و يعين أبا سفيان على حنظلة ..
فيقتل أحدهما القلب الطاهر برمية رمح نافذة ..
ويقول أبو سفيان حنظلة بحنظلة ..
يقصد أنه أخذ بثأر ابنه الذي قتل يوم بدر..
ويرحل عنا حنظلة ويبقى مسك دمه ليعطر أرواحنا..
انتهت المعركة ..عرض المتاجرون مع الله بضائعهم ..
حملوا قلوبهم على أكفهم ..ليقبل الله من يشاء ويرد من يشاء ..
هم يوقنون أن الصدق اليوم أنفس البضائع .. وأن من يصدق الله ليس بضائع ..!!
يبحث من بقي من الصحابة عن إخوانهم ..
وتتفقد القلوب التي لم تزل تنتظر وعد السماء..
تلك التي سبقتها إلى السماء ..
وتتلمس أيديهم الحزينة جسد حنظلة المخضب بالدماء ..
ويعجبون لقطرات الماء تنساب من جبينه كحبات من لؤلؤ..
وتتساقط من خصلات شعره بلحن حزين ..بدت وكأنها دموع جميلة الحزينة ..!!
والحقيقة أن قطرات الماء تلك ظلت لغزا عصيا على الفهم ..
حتى سمع الصحابة صوت النبي يقول بعذوبة بالغة :
إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر بين السماء والأرض
بماء المزن في صحائف من فضة !!
إنها السماء تمطر عشقا