سماحة الشيخ صالح بن فوزان عبدالله الفوزان
رقم الفتوى 1473
عنوان الفتوى: صيام من يكثر السب والشتم في نهار رمضان
السؤال
: أثناء قيادة بعض الناس لسياراتهم وهم صائمون في رمضان ، ومع اشتداد
الازدحام يتلفظون بألفاظ نابية تصل إلى حد السباب والشتيمة لغيرهم، فما حكم
صيام هؤلاء؟
الإجابة الحمد لله :
أما الصيام فهو
صحيح، وذلك لأن الأقوال المحرمة والأفعال المحرَّمة لا تبطل الصوم ، ولكنها
لا شك تنقصه وتضيع فائدته وثمرته، فإن المقصود من الصوم تقوى الله عز وجل ،
كما قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ ) [البقرة : 183] ، فبيَّن الله الحكمة من فرض الصيام علينا وهي
حصول تقوى الله عز وجل،
وقال النبي : « من لم يدع قول الزور والعمل به
فليس لله حاجة في أن يدع طعام وشرابه » [رواه البخاري في صحيحه (2/228) من
حديث أبي هريرة رضي الله عنه]، بل أمر النبي الصائم إذا شاتمه أحد أو قاتله
أن يقول: "إني امرؤ صائم" حتى يرتدع الساب والشاتم، وحتى يعلم أن هذا
الصائم لم يترك الرد عليه عجزًا عنه ولكن ورعًا وتقوى لله عز وجل ؛ لأنه
صائم والواجب على الصائم وغيره الصبر والتحمُّل وألا تثيره الأمور المخالفة
لما تشتهيه نفسه.
وقد ثبت عن النبي « أن رجلًا قال: يا رسول الله
أوصني، قال: "لا تغضب"، فردد مرارًا قال: "لا تغضب" » [رواه البخاري في
"صحيحه" (7/99 - 100) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]،
وما أكثر من
يندم على ما يصدر منه عند الغضب ويتمنى أنه لم يكن قال أو فعل شيئًا كان
بسبب غضبه، ولكن الشيء بعد نفوذه لا يمكن استرداده.