وقد اتسم عهد الفاروق
"عمر" بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، لعل من أهمها أنه أول من
اتخذ الهجرة مبدأ للتاريخ الإسلامي، كما أنه أول من دون الدواوين، وهو أول
من اتخذ بيت المال، وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان يطلق
عليه "تمصير الأمصار"، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول في عهده، فأدخل فيه
دار "العباس بن عبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة، كما أنه أول من قنن
الجزية على أهل الذمة، فأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال، وجعلها ثمانية
وأربعين درهمًا على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر
درهمًا على الفقراء.
هذا حسب المنظور السني أما الشيعة فيجدون عليه
الكثير من الأمور كتقدم الخليفة الشرعي بعد رسول الله وهو علي بن أبي طالب
حسب عقيدتهم ، وغلظته ،و استبداده ، وفتحه لبلاد فارس التي ينحدر ويرجع لها
الشيعة (أو ما يسمون بالروافض) واعتدائه على بيت رسول الله ولا يرون فيه
تلك الشخصية المرموقة كما عند السنة.
فتحت في عهده بلاد الشام و
العراق و فارس و مصر و برقة و طرابلس الغرب وأذربيجان و نهاوند و جرجان. و
بنيت في عهده البصرة والكوفة. وكان عمر أوّل من أخرج اليهود من الجزيرة
العربية إلى الشام.
أولاده
أنجب اثني عشر ولدا، ستة من الذكور هم
عبدالله
عبد الرحمن
زيد
عبيدالله
عاصم
عياض،
وست من الإناث وهن
حفصة
رقية
فاطمة
صفية
زينب
أم الوليد.
مماته
وعاش
عمر يتمنى الشهادة في سبيل الله، فقد صعد المنبر ذات يوم، فخطب قائلاً: إن
في جنات عدن قصرًا له خمسمائة باب، على كل باب خمسة آلاف من الحور العين،
لا يدخله لا نبي، ثم التفت إلى قبر رسول الله ( وقال: هنيئًا لك يا صاحب
القبر، ثم قال: أو صديق، ثم التفت إلى قبر أبي بكر-رضي الله عنه-، وقال:
هنيئًا لك يا أبا بكر، ثم قال: أو شهيد، وأقبل على نفسه يقول: وأنى لك
الشهادة يا عمر؟! ثم قال: إن الذي أخرجني من مكة إلى المدينة قادر على أن
يسوق إليَّ الشهادة. واستجاب الله دعوته، وحقق له ما كان يتمناه، فعندما
خرج إلى صلاة الفجر يوم الأربعاء (26) من ذي الحجة سنة (23ه) تربص به أبو
لؤلؤة المجوسي، وهو في الصلاة وانتظر حتى سجد، ثم طعنه بخنجر كان معه، ثم
طعن اثني عشر رجلا مات منهم ستة رجال، ثم طعن المجوسي نفسه فمات. وأوصى
الفاروق أن يكمل الصلاة عبد الرحمن بن عوف وبعد الصلاة حمل المسلمون عمرًا
إلى داره، وقبل أن يموت اختار ستة من الصحابة؛ ليكون أحدهم خليفة على أن لا
يمر ثلاثة أيام إلا وقد اختاروا من بينهم خليفة للمسلمين، ثم مات الفاروق،
ودفن إلى جانب الصديق أبي بكر، وفي رحاب قبر محمد رسول الإسلام (.
قبله:
أبو بكر رضي الله عنه خلفاء المسلمين بعده:
عثمان بن عفان رضي الله عنه