الأمان العاطفي أهم أسلحة الطفل في مواجهة الانحراف
أكدت
دراسة اكاديمية ضرورة اهتمام اولياء الامور والعاملين في مجال الطفولة
بالامان العاطفي لدى الطفل لما له من اثر كبير في صحته العقلية والنفسية.
وأوضحت
الدراسة التي اعدتها الدكتورة معصومة احمد ابراهيم استاذة علم النفس
التربوي في كلية التربية الاساسية في جامعة الكويت ان المحبة والقبول
والتقدير هي العناصر الاساسية للامان العاطفي والتي في ظلها ينمو الطفل
نموا صحيحا بعيدا عن الانحرافات النفسية والسلوكية.
وأضافت
الدراسة المنشورة في مجلة “حوليات الاداب والعلوم الاجتماعية فى عددها
الاخير” ان الاطفال الذين لم يعيشوا في ظل عطف اسري كاف كانوا اقل امنا
واقل ثقة بالنفس واكثر قلقا من اولئك الذين يعيشون في كنف عطف ابوي مستمر
وفعال، موضحة ان الامان العاطفي هو العلاقة او الارتباط القوي بين الطفل
والشخص الذي يهتم به وفي العادة هو الام او الاب او الاثنان معا باعتبارهما
المصدر الرئيسي لاشباع حاجات الطفل الاساسية.
وكشفت الدراسة
عن وجود علاقة قوية بين اصابة الام بالاكتئاب وبين درجة شعور اطفالها
بالامان العاطفي، فكلما كان اكتئاب الام زائدا كان اطفالها اقل امنا من
الناحية النفسية.
وبينت ان الاطفال الايتام القاطنين في الملاجىء
يتعرضون لبعض مظاهر القلق النفسي بالمقارنة بالاطفال الذين يعيشون مع
والديهم وذلك نتيجة تعرضهم لبعض الخبرات السيئة مثل الاهمال والاساءة
وفقدان الحب وغيرها مما يؤدي الى حدوث مشكلات سلوكية عديدة كالضعف في
الكفاءة الذاتية وانخفاض القدرة على تكوين العلاقات الاجتماعية.
وأشارت
الدراسة الى ان عودة الام الى العمل وبالاخص قبل بلوغ طفلها سن تسعة شهور
يؤثر في قوة العلاقة العاطفية ودرجة التقارب بينهما لأنه يحتاج في هذه
الفترة بالذات الى دفء في العاطفة وثبات في المعاملة، مؤكدة ان ضعف التقارب
يولد لدى الام العاملة شعورا بقلق الانفصال مما يؤثر في العملية التفاعلية
الارتباطية مع طفلها في حالة الكبر. وفي ما يتعلق بالتحصيل الدراسي اكدت
الباحثة ان هناك ارتباطا قويا جدا بين الشعور بالامان العاطفي ونمو المقدرة
العقلية والقدرة على التحصيل الجيد لدى الاطفال كما ان المستوى التعليمي
للوالدين يؤثر بصورة كبيرة في هذا المجال.
وشددت الباحثة على
ضرورة توفير التنشئة العائلية الصحيحة مما يساعد على بناء تقدير مرتفع
للذات، إذ ان الطفل يكون فكرته عن نفسه مما يقوله الاخرون عنه وفي ضوء
معاملتهم له خاصة اذا كان الاخرون هم الوالدين.
وتوصلت
الدكتورة معصومة ابراهيم بعد دراسة اجرتها على عينة من رياض الاطفال في
الكويت وعلى امهاتهم ومعلماتهم الى عدم وجود فروق بين الذكور والاناث في
مستويات الامان العاطفي. ويرجع ذلك في تقديرها الى ان الوالدين يحبان
ابناءهما بنفس الدرجة ويمنحانهم الرعاية والاهتمام بالقدر نفسه وذلك بسبب
انحسار العادات التي كانت سائدة من قبل والتي كانت تولي الذكور اهتماما
اكثر من الاناث. واكدت الدراسة ان الروضة تعمل على نمو الطفل اجتماعيا
وعاطفيا وتمكنه من اكتساب قدرة كبيرة على التحكم في نوازعه وذلك بوجود
المعلمة التي تساعده عن طريق تزويده بالمساندة العاطفية وكيفية التعبير عن
مشاعره.