عند إصابة طفلك بأي آلام في بطنه .. تجنب إعطاءه المسكنات
إن آلام البطن لدى الأطفال ، ويصعب معرفة هذه الآلام ما إذا كانت خطيرة أم لا ، خاصة إذا كان عمر الطفل لا يتعدى ثلاث سنوات.
وسنتحدث
عن آلام البطن أولا ثم نعرج إلى متى نستدعى الطبيب أو نذهب بالطفل إلى
المستشفى ثم بعد ذلك سنتحدث عن بعض أخطار المسكنات ، وبعض الأدوية الأخرى
التي تعطى لاسباب معينة ولكنها في الحقيقة تخفي أعراض بعض الأمراض مؤقتاً
ثم تتفاقم مضاعفاتها الخطيرة على حسب نوع المرض لذا يجب أن يشخص آلم البطن
بالطريقة الطبية الصحيحة أي بواسطة طبيب متخصص حتى نتحاشى بعض الأخطاء التي
قد تكون مميتة وسنذكر أيضا بعض الأسباب الشائعة لأنه في الحقيقة هناك
أسباب كثيرة وكذلك التفافات الأمعاء الصغيرة حول بعضها والتفاف الخصية حول
نفسها والمغص الكلوي وأمراض أخرى ليس لها علاقة بالبطن ولكن يصاحب ذلك آلام
شديدة في البطن مما يوهم بعض الأطباء أن الألم التي في البطن من الأمعاء
مثل الالتهاب الرئوي ، والتهاب اللوز وبعض الأمراض التي تصيب الأوعية ومنها
أوعية الأمعاء، وكذلك الأنيميا المنجلية، والداء السكري ، وغيره. ولكن
المهم عدم التهاون في البحث عن أسباب آلام البطن هذه بدون تأخير كي لا يحدث
ما لاتحمد عقباه حيث فتح بطن كثير من الأطفال
مع أن السبب لا يستدعي ذلك نتيجة لتشابه الأعراض مع عدم لوم الطبيب في ذلك .
كما
أن هناك أعراضا أخرى تصاحب الآلام في البطن وتستحق الانتباه والتي قد تكون
أحد أسباب استدعاء الطبيب ومن أهمها القيء ، والإسهال وارتفاع في درجة
الحرارة وآلام بالمفاصل أو طفح جلدي.
فمتى نستدعي الطبيب؟
ـ إذا كانت آلام البطن مصاحبة للأعراض الآنفة الذكر.
ـ إذا استمر الألم أكثر من أربع ساعات لأن آلام البطن العابرة عادة لا تستمر أكثر من أربع ساعات.
ـ إذا كان الألم شديداً جداً فيجب عدم الانتظار.
نصائح هامة:
قبل الحديث عن أسباب آلام البطن هناك بعض النصائح التي يجب على الآهل الانتباه إليها ومعرفتها جيداً:
ـ
عدم إعطاء الطفل أي نوع من المسكنات ، حيث أن بعض أنواع المسكنات وخاصة ما
يسمى أدوية المغص تغير صورة المرض الإكلينيكية وتظهر الصورة غير الحقيقية
لطبيعة المرض مما ينتج عنه خطأ في التشخيص وربما تؤدي إلى مضاعفات أخرى .
ـ يجب تجنب إعطاء أي نوع من الملينات حيث أن ذلك يزيد من شدة التهاب الزائدة الدودية.
ـ
عدم إعطاء الطفل مضادات حيوية إلا من قبل الطبيب المختص، لأن بعض الأدوية
يؤدي إلى إخفاء بعض الأمراض مؤقتاً ومن ثم جعل المرض مزمناً .
ـ مراقبة الطفل وخاصة الرضيع بالانتباه إلى لون وشكل برازه وتبوله، وأي انتفاخ في البطن أو غيره.
الأسباب:
أسباب آلام البطن كثيرة جداً وخاصة الحادة منها فمنها ما يتعلق بالبطن والاخرى خارج البطن.
أولاً : الأمراض التي تتعلق بالبطن :
ـ التهاب الزائدة الدودية .
ـ التفاف الأمعاء الدقيقة حول بعضها.
ـ التفاف الخصية حول نفسها .
ـ المغص الكلوي .
ـ التهابات الغدد الليمفاوية في البطن.
ـ التهابات المعدة .
ـ الالتهاب الكبدي الوبائي .
ـ الخراج الكبدي .
ـ التهابات المجاري البولية.
ـ آلام في البطن نتيجة لتناول بعض أنواع الأدوية.
ـ الحساسية من بعض أنواع الحليب.
ـ وجود الديدان في الأمعاء .
ـ القرحة المعدية .
ـ الإمساك .
ـ الصرع البطني .
ـ الأنيميا المنجلية.
ـ بعض أنواع الحساسية .
ـ أسباب نفسية.
ـ التسمم بمادة الرصاص.
ثانياً: الأسباب خارج البطن:
ـ الالتهابات الرئوية وخاصة في اسفل الرئة.
ـ التهابات اللوز.
ـ بعض أنواع الفتوق الداخلية.
ـ السعال الشديد أو القيء أو الإسهال حيث يؤدي إلى الضغط على عضلات البطن مما يسبب آلاما في البطن .
ذكرنا
تلك الأسباب العديدة مع أن هناك أسبابا أخرى ولكنها نادرة، وذكرنا تلك
الأسباب لنبين أهمية عدم إهمال آلام البطن وسنتلكم عن أربعة أسباب مهمة
فقط،
أولاً: التهابات الزائدة الدودية :
وهي من أهم أسباب آلام البطن تشخيصها يستند على مجموعة من الأعراض والعلامات والفحوصات المخبرية والإشعاعية.
إن الخبرة الإكلينيكية هي الأهم والأكثر وثوقاً ودقة للتشخيص الصحيح.
وإن
عدم علاجها في الوقت المناسب يمكن أن يؤدي إلى فشل كلوي وتسمم دموي.
فالزائدة الدودية ليست زائدة لا وظيفة لها بل لها وظيفة مناعية خلوية.
وإن
استئصال الزائدة الدودية دون التهابها عند الأطفال الصغار قد يضعف المناعة
لديهم. قد تقلد بأعراضها عدة أمراض أخرى ، والطبيب الحاذق يمكن له أن
يكتشف أعراضها ويشخصها في أغلب الأحيان.
أما المضادات الحيوية والمسكنات قد تخفي وضوح الأعراض ويجب عدم استعمالها قبل تأكيد التشخيص.
اسبابها:
التهاب الزائدة الدودية له سببان أساسي ، مؤهب.
ـ الأساسي : وهي الجراثيم الكولونية، العقدية عنقودية، او تيفية .
ـ المؤهب:
ـانسداد لمعة الزائدة بجسم غريب او حصوة برازية، او الإمساك .
ـ ضعف مقاومة الجسم بالبرد أو الإرهاق أو عند الإصابة بأمراض أخرى.
أعراضها :
من أعراض التهابات الزائدة الدودية في الأطفال :
ظهور
ألم محدد في البطن يستطيع الطفل أن يحدد موضعه بكل دقة بواسطة إصبعه ،
وعادة يبدأ هذا الألم حول السرة في منتصف البطن متواصلاً ثم بعد حوالي 4إلى
6ساعات ينتقل الألم إلى اسفل وأيمن البطن ويرافق ذلك اقياء ربما مرة واحدة
أو عدة مرات. قلة شهية المريض للأكل .
قد يرافق ذلك ارتفاع حرارة بسيطة حوالي38م
اعراض قد تلتبس بها الزائدة
ويقصد بذلك أن تقلد التهاب الزائدة بعض أعراض الأمراض الأخرى وقد يترافق مع الزائدة الدودية:
ـ إسهال : وهذا يمكن أن يحدث إذا كانت الزائدة موجودة بين العرى المعوية.
ـ الإمساك.
ـ حرقة بول وتكرر البول(البوال) أو احتباس البول حيث يحدث التهاب بالمثانة إذا كانت الزائدة بجوار المثانة.
ـ قد تلتبس عند الإناث بألم انفتال المبيض أو كيسة المبيض أو ألم الاباضة في منتصف الدورة الشهرية في المراهقات.
التشخيص:
يعتمد
تشخيص التهاب الزائدة الدودية على الفحص الإكلينيكي أولا ومع ذلك اكثر من
25% من الحالات لا يمكن التأكد من تشخيصها حسب الإحصائيات العالمية.
ارتفاع في عدد الكريات الالتهابية البيضاء في الدم.
سير التهاب الزائدة الدودية :
ثلاث مراحل يمكن أن يمر بها التهاب الزائدة الدودية .
الأولى : احتقان التهابي يمكن أن يرافقه ارتكاس سائل التهابي بسيط ضمن البطن .
الثانية: التصاقات التهابية وتشكل كتلة التهابية .
الثالثة : التقيح وحدوث خراج وقيح حول الزائدة ويمكن أن تنثقب .
العلاج:
إذا
ظهرت مثل هذه الآلام في الطفل فلابد من الذهاب إلى الطبيب الذي يقوم
بالكشف على الطفل عدة مرات ويستحسن إدخال الطفل المستشفى لملاحظته وإجراء
الفحوصات اللازمة التي تؤكد التهاب الزائدة الدودية وتستبعد وجود التهابات
الأعضاء المجاورة مثل القنوات البولية التي قد تعطي صورة مشابهة لالتهابات
الزائدة الدودية . وإذا ثبت صحة التشخيص والتهاب الزائدة فإن العلاج هو
إجراء عملية جراحية بسيطة يتم بواسطتها استخراج الزائدة واستئصالها ،
ويستطيع الطفل مغادرة المستشفى بعد حوالي 5أيام. وقد تطورت جراحة المناظير
التي يمكن استخدامها لاستئصال الزائدة وذلك بدون فتح البطن وانما اجراء
فتحة صغيرة جداً تلتئم عادة بدون اثر بعد العملية.
المضاعفات المحتملة لالتهابات الزائدة الدودية
ـ
إذا لم يتم استئصال الزائدة الدودية في الوقت المناسب لأي سبب كان من قبل
الأهل أو الطبيب فإن هناك احتمالاً كبيراً لانفجارها داخل تجويف البطن
وتلوث الغشاء البريتوني بالميكروبات الناتجة عن هذا الانثقاب. وهو ما يسمى
التهاب البريتوني الشامل وقد يؤدي هذا إلى الوفاة .
ـ قد يتحول الالتهاب إلى الحالة المزمنة مسبباً آلاماً في البطن بين الحين والآخر.
ـ التأخر في علاج التقيح تؤدي إلى انسمام دموي ويمكن أن تؤدي إلى فشل كلوي .
ـ انسداد معوي .
ـ التصاقات الامعاء.
ثانياً : التفاف الامعاء الدقيقة حول نفسها
إنه
مرض نادر الحدوث، وعادة ما يحدث في العمر بين 3إلى 11شهراً وإذا لم يتم
اكتشافه سريعاً فإن الجزء المصاب ربما يصيبه التلف الدائم لانقطاع الدم
الوارد إليه.
أعراضه:
الم شديد في البطن مع وجود شحوب في الوجه
ويستمر الالم دقائق ثم يختفي ليعود للظهور مرة أخرى، ولكن بصورة اشد، ثم
يبدأ القيء ذو اللون الأصفر يميل إلى الاخضرار وذلك لانسداد الامعاء حيث أن
هذه المادة عادة هي مادة الصفراء ، وقد يكون هذا القيء مصبوغاً بقطرات من
الدم.
العلاج :
إذا شك الاهل في وجود مثل هذا المرض يجب الذهاب إلى
المستشفى فوراً بدون تأخير حيث يعمل الطبيب أشعة ملونة عاجلة للطفل ثم
يجري العملية لانقاذ الطفل وامعائه من التلف.
ثالثًا: التفاف الخصية حول نفسها
يسبب
التفاف الحبل المنوي في الأولاد آلاماً شديدة في البطن، مصحوبة عادة بقيء
وشحوب في الوجه ومن أسباب ذلك الضربات او الحوادث مثل ركوب الدراجات، فعند
فحص الطفل يجد الطبيب ان الخصية المصابة متورمة ومؤلمة عند لمسها . وعادة
مايصيب هذا المرض الاولاد قبل سن البلوغ. لذا من اهم الاشياء التي يجب على
الطبيب الانتباه لها فحص الطفل جيداً من رأسه إلى أخمص قدميه.
رابعاً: المغص الكلوي
الحقيقة
ان هذا نادر في الأطفال ولكن يجب عدم إهماله، وعادة يحدث الألم بصورة
متكررة مصيباً أحد جانبي البطن والظهر، مصحوباً بآلام عند التبول(حرقان في
البول) ، وارتفاع في درجة الحرارة . وبعرض الطفل على الطبيب يقوم بعمل بعض
الفحوصات اللازمة مثل الأشعة العادية او الملونة على الكلية وحديثاً يعمل
له اشعة صوتية للبطن والتي تبين ما إذا كان هناك حصوات او انسدادات في
المجاري احياناً وكذلك يعمل للطفل تحليل للبول وزراعته لتحديد نوع الجرثومة
واعطائه العلاج المناسب لها. فعند حدوث المغص الكلوي يمكن للأم أن تضع
شيئاً دافئاً فوق ظهر الطفل، مثل قربة من الماء الدافئ حيث أن ذلك يساعد
على تخفيف حدة المغص حتى يحضر الطبيب لاعطاء العلاج اللازم والضروري.