قالت: مرضتُ فعدتها فتبرَّمتْ = وهي الصَّحيحةُ والمريضُ العائدُ
والله لو أنَّ القلوبَ كقلبها = ما رقَّ للولدِ الصَّغيرِ الوالدُ
كَتَبَت بِأَن لا تَأتِني فَهَجَرتُها = لِتَذوقَ طَعمَ الهَجرِ ثُمَّ أُعاوِدُ
ماذا عَلَيها أَن يُلِمَّ بِبابِها = ذو حاجَةٍ بِسَلامِهِ مُتَعاهِدُ
إن كانَ ذنبي في الزِّيارةِ فاعلمي = إنِّي على كسبِ الذُّنوب لجاهدُ
سمَّاكِ قومٌ لي وقالوا: إنَّها = لهيَ الَّتي تشقى بها وتكابدُ
فجحدتُهم ليكونَ غيرك ظنَّهم = إنِّي ليعجبني المحبُّ الجاحدُ
لمَّا رأيتُ الصُّبح سُدَّ طريقهُ = عنِّي وعذَّبني الظَّلامُ الرَّاكدُ
والنَّجمُ في كبدِ السَّماءِ كأنَّه = أعمىً تحيَّر ما لديه قائدُ
نادَيتُ مَن طَرَدَ الرُقادَ بِنَومِهِ = عَمّا أُعالِجُ وَهوَ خِلوٌ هاجِدُ
يا ذا الَّذي صَدَعَ الفُؤادَ بِصَدِّهِ = أَنتَ البَلاءُ طَريفُهُ وَالتالِدُ
ألقيتَ بينَ جفونِ عيني فرقةً = فإلى متى أنا ساهرٌ يا راقدُ
وَإِلى مَتى أَبكي وَتَضحَكُ لاهياً = عَنّي وَأُدني في الهَوى وَتُباعِدُ
وَإِلى مَتى أَنا هاتِفٌ بِكَ في الدُّجَى = أَبكي إِلَيكَ وَأَشتَكي وَأُناشِدُ
أُردُد رُقادي ثُمَّ نَم في غِبطَةٍ = إِنّي اُمرُؤٌ سَهَري لِنَومِكَ حاسِدُ
يقعُ البلاءُ وينقضي عن أهلهِ = وبلاءُ حبِّكِ كلَّ يومٍ زائدُ
أَنّى أَصيدُ وَما لِمِثلي قُوَّةٌ = ظَبيًا يَموتُ إِذا رآهُ الصائِدُ