(حوار بين الحق و الباطل)
سؤال من جندي محتل لطفل تحت الاحتلال :
من أنت ؟
أجاب الطفل بثبات وحزم:
- أنا من لا يعرفني إلا ربعي..
أنا الذي هزني موت رفاقي ، أطفال الحارة والمدرسة..
أنا من الطين ولدت ومن التراب بعث ومع الحجر جئت.
أنا قرين محمد وعلي
وظل فاطمة ، إيمان
وطيف زينب و سارة
أنا لعنة كل طفل قتلتموه بلا ذنب..
أنا وجه الحقيقة أيها المحتل ..
أنا نقيضك الأبدي يا سجاني..
رد الجندي بنبرة عالية :
أجب أيها الفتى بوضوح .. نعم بوضوح أيها الصبي..
قلت لك من أنت؟
أجاب الفتى بثقة استمدها من قوة الحق :
- أنا من قال لك أنك لا تعرفه..
أنا ضوء القمر على قشرة أرضي السليبة..
أنا أشعة الشمس على جبهة الصباح الفلسطيني..
أنا الوردة الفلسطينية المتفتحة وأريجها الذي يعبق بحرية الزمن رغم توقيتكم..
أنا الذي هز عروش استعلائكم، ورد الضربة بالثبات والغارة بالتشبث بالمكان،واستمرار
الصمود بالرغم من هول التضحيات..
أنا ضحيتكم ولعنة الزمن التي ستلاحقكم مدى العمر ..
صرخ الجندي الغاضب والمستفز بوجه الطفل الهادئ ،المعتز بأنه جاء من رحم الأرض التي
تنجب زعترا ومقاتلين .. و قال بغضب ولؤم وتحدٍ وخبث : قل من أنت أو سأطلق النار
عليك .
الفتى : أنا الذي تعلم من الأهل أن الحياة وقفة عز ..
أنا المتمرد، المتذمر،المتمدن والمتحضر والمتجدد...
أنا صرخة المتحدي وقبضة المتصدي وإرادة الشعب الذي يريد الحياة،ويصعد سلم الخروج من
القبور إلى القصور..
أنا الذي وهب حياته للشهادة ففي موتي انبعاث من جديد وحياة، وفي موتكم نهاية.. أنا
من طلب العيش بكرامة والموت بكرامة... أنا طفل الحجر، من حجارة ارضي المتكلمة بلسان
شعبي ارسم طريق الحرية والقيامة.. واخط بدمي القاني كلمات وكتابات تبقى للأجيال
خالدة وتصبح مع أفولكم وبزوغ فجرنا حكايات...
أنا الذي يسير على جسر أحلام الملايين المشردة حاملا فكرة لا تطيرها زمرة،وشمعة لا
تطفئها شلة،ونبرة لا تخمدها مذلة،وصرخة لا تقمعها قوة محتلة.. أسير متشبثا بقناعة
لا تقبل التفتت والتفسخ والتقادم،لأنها تتسلح بالمناعة، مناعة فلسطينية تصد الداء
وتعالج العلل، وتتحلى بالصبر وبطول النفس، وتشحذ الهمم وتقاوم عصر الانهزام
والمهزومين، بإعادة بناء معسكر المقاومة والصمود عبر الالتحام في ثورة الشعب إلى أن
نسترجع البلاد من براثن الاحتلال.
أنا ...
لكن قبل أن يكمل الطفل جملته عاجله الجندي برصاصة قاتلة