أخلص العمل ----يكفيك القليل
هل تريد أن تدخل جنة عرضها السماوات والأرض بقليل من العمل ؟؟
عليك بالاخلاص لله رب العالمين -- واقصد بعملك وجه الله الكريم حيث يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح "أخلص دينك يكفك القليل من العمل " وهكذا نجد الاخلاص لله عزيز البركة حيث انه يخالط القليل فينميه حتى يزن الجبال .
والحقيقة ان الاخلاص سر من أسرار الحق عز وجل لا يمنحه ربك الا لمن يحب -- يدل على ذلك الحديث القدسى " الاخلاص سر من اسرارى استودعته من أحب من عبادى " .
وها
هو النبى صلى الله عليه وسلم جاءه اعرابى اسمه ربيعة فقال له النبى صلى
الله عليه وسلم يا ربيعه ارفع يديك الى الله عز وجل واطلب منه ما تريد فان
الله عز وجل مستجيب لدعائك !!
فقال
ربيعه : يارسول الله أسألك مرافقتك فى الجنة ؟ لم يطلب دنيا ولم يطلب مالا
ولم يطلب منصبا ولكنه سأل وطلب ان يكون مرافقا للحبيب صلوات الله وسلامه
عليه فى الجنه --- الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم انه فقير فيعيد عليه
السؤال بصيغة اخرى فيقول له : أو غير ذاك يا ربيعه ؟؟ فيقول يارسول الله هو
ذاك لا اريد غير ذاك فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : عليك بكثرة
السجود لله عز وجل واخلاص العمل له .
ان
صلاح النية واخلاص الفؤاد لرب العالمين يرتفعان بمنزلة العمل النبوى
فيجعلانه عبادة متقبلة وفى الوقت نفسه فان خبث الطوية يهبط بالطاعات المحضة
فيقلبها معاصى لا ينال المرء فيها بعد التعب فى ادائها الا الفشل والخسارة
.
والحق ان المرء ما
دام قد أسلم لله وجهه وأخلص نيته فان حركاته وسكناته تحتسب خطوات الى مرضاة
الله وقد يعجز عن عمل الخير الذى يصبوا اليه لقلة ماله أو ضعف صحته ولكن
الله المطلع على خبايا النفوس يرفع الحريص على الاصلاح الى مراتب المصلحين
والراغب فى الجهاد الى مراتب المجاهدين وذلك لأن بعد همتهم أرجع لديه من
عجز وسائلهم .
حدث فى غزوة
العسرة ان تقدم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال يريدون ان يقاتلوا
معه غير ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستطع تجنيدهم فعادوا وفى حلوقهم
غضة لتخلفهم عن الميدان وفيهم نزل قوله تعالى
" ولا على الذين اذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون " وهكذا يتضح لنا ان النية الصادقة سجلت لهم ثواب المجاهدين لأنهم قعدوا راغمين .
نسأل الله عز وجل أن يعلمنا وان ينفعنا بما عملنا وان يهدنا الى طريق الخير انه نعم المولى ونعم النصير .