ضمة القبر أو ضغطته هي: زحمة القبر وعصره، أي: التقاء جانبي القبر على جسد الميت، بحيث يعصره ويضغطه ، وهي أوَّلُ ما
يلاقيه الميتُ حين يوضعُ في قبرِه، وقد جاءَ في النصوصِ ما يدلُّ على
أنَّها عامةٌ لكل من يوضعُ في القبرِ، ولا ينجو منها أحدٌ، بل الكافر
والمسلم في ذلك سواء، فلا ينجو منها صالح ولا طالح، غير أن الفرق بين المسلم والكافر فيها: هو دوام الضغط للكافر، وحصول هذه
الحالة للمؤمن في أول نزوله إلى قبره، ثم يعود القبر إلى الانفساح له.
روى أحمد (6/55، 98) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً، فَلَو نَجَا أَو سَلِمَ أَحَدٌ مِنهَا لَنَجَا سَعدُ بنُ مُعاذ" وقال
الألباني في الصحيحة (1695): وجملة القول أن الحديث بمجموع طرقه وشواهده صحيح بلا ريب، فنسأل الله تعالى أن يهون علينا ضغطة
القبر إنه نعم المجيب.
وعن أبي
أيوب رضي الله عنه: أن صبيًا دُفنَ، فقالَ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ
أَفْلَتَ أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ القَبْرِ لأَفْلَتَ هَذَا الصَبِيُّ" رواه الطبراني
المعجم الكبير (4/121)، وصححه الهيثمي (3/47)، والألباني في السلسلة الصحيحة (2164).
قال المناوي في فيض القدير 1/233: "فالمؤمن أشرق نور الإيمان في صدره، فباشر اللذات والشهوات وهي من الأرض والأرض مطيعة،
وخلق الآدمي من هذه الأرض، وقد أخذ عليه العهد والميثاق في العبودية له، فما نقص من وفاء العبودية صارت الأرض عليه واجدة، فإذا
وجدته في بطنها ضمته ضمة ثم تدركه الرحمة فترحب به، وعلى قدر سرعة مجيء الرحمة يتخلص من الضمة، فإن كان محسنا فإن رحمة
الله قريب من المحسنين، فإذا كانت الرحمة قريبة من المحسنين لم يكن الضم كثيرا، وإذا كان خارجا من حد المحسنين لبث حتى تدركه
الرحمة.
وقال أيضاً: "وفي الحديث إشارة إلى أن جميع ما يحصل للمؤمن من أنواع البلايا حتى في أول منازل الآخرة، وهو القبر وعذابه
وأهواله لما اقتضته الحكمة الإلهية من التطهيرات ورفع الدرجات، ألا ترى أن البلاء يخمد النفس ويذلها ويدهشها عن طلب حظوظها، ولو لم
يكن في البلاء إلا وجود الذلة لكفى، إذ مع الذلة تكون النصرة".
فالخلاصة: أن ضغطة القبر عامة، ولا ينجو منها إلا من لهم خصوصيات، وهى لا تستدعي ذنبا وقع، وتكون شفقة ورأفة على المؤمن
الكامل، والذي يجعلها خفيفة هو العمل الصالح بوجه عام ,,
نسأل الله العفو والعافية لنااا و لجميع المسلمين والمسلمات ,,,
وصلٌ اللهم وسلم على سيدنا محمد ,,