المرأة الغربية والزواج
المرأه الغربيه 2013
المرأه الغربيه 2013
المرأه الغربيه 2013
قارئي
الكريم : قلت لك منذ البداية إنني طبيب في الأمراض النفسية ، وهذا العمل
يتيح لي مشاهدة الوجه الآخر لمجتمعاتنا ، والاتصال بأصناف متعددة من الناس
رجالا كانوا أو نساء ، ومن طبيعة الذين يعملون في مثل هذه الاختصاصات
الاهتمام بمشكلات الناس ، وقد يسير أحدهم في الشارع فتلفت انتباهه أمور لا
يهتم بها المارة . وكم أتمنى أن يهتم العلماء والدعاة بمثل هذه القضايا
ويقدموا لها الحلول الناجعة ، وسيكون دورهم أهم من دور الأطباء ورجال الأمن
، لأن مخالفة تعاليم الإسلام من أهم العوامل التي أدت إلى نشوء مثل هذه
الأمراض . وقد حرصت على ذكر هذه المقدمة حتى لا يستغرب القارئ ما أذكره له
من أحداث ، وبشكل أخص زيارة النساء لنا في العيادة ، والاستماع إلى
مشكلاتهن ، ولا علاج بدون الاستماع إلى هذه المشكلات ومناقشتها . وبعد هذه
المقدمة أعود إلى الحديث عن المرأة الغربية والزواج فأقول : كنت أستغرب عند
بداية إقامتي في بريطانيا أن المرأة هي التي تنفق على الرجل ، وكنت أشاهد
هذه الظاهرة عندما أركب القطار ، أو أدخل المطعم ، إذ ليس في قاموس
الغربيين شيء اسمه (كرم ) .وبعد حين زال هذا الاستغراب ، وأخبرني المرضى عن
أسباب هذه الظاهرة ، وفهمت منهم أن الرجل لا يحب الارتباط بعقد زواج ،
ويفضل ما أسموه [ صديقة ] والمرأة تسميه [ صديقا ] وليس هو أو هي من الصدق
في شيء ، وكم أساءوا لهذه الكلمة النبيلة ، فالصديق يعني الصدق والمحبة
المروءة والنخوة والكرم والوفاء ، وما إلى ذلك من معان طيبة كريمة .
والصديق عندهم يعيش مع امرأة شهورا أو سنين ، ولا ينفق عليها ، بل هي التي
تنفق عليه في معظم الحالات ، وقد يغادر البيت متى شاء ، أو يطلب منها
مغادرة بيته ، إن كانت تعيش معه في بيته ، ولهذا فالمرأة عندهم تعيش في قلق
وخوف شديدين ، وتخشى أن يرتبط صديقها [!!] بامرأة ثانية ويطردها ، ثم لا
تجد صديقا آخر . وكما يقولون (بالمثل يتضح المقال ) فلسوف أختار مثالا
واحدا من أمثلة كثيرة تبين وضع المرأة عندهم . رأيت في عيادة الأمراض
النفسية امرأة في العشرينات من عمرها ، وكانت حالتها النفسية منهارة ، وبعد
حين من الزمن أصبحت تتحدث عن وعي ، فسألتها عن حياتها فأجابت ، والدموع
تنهمر من عينيها ، قالت : مشكلتي الوحيدة أنني أعيش بقلق واضطراب ولا أدري
متى سينفصل عني صديقي ، ولا أستطيع مطالبته بالزواج مني ، لأنني أخشى من
موقف يتخذه ، ونصحت بالعمل على إنجاب طفل منه ، لعل هذا الطفل يرغبه في
الزواج مني ، وهاأنت ترى الطفل ، كما أنك تراني لا ينقصني جمال ، ومع هذا
وذاك فأبذل كل السبل ، من تقديم خدمات ، وإنفاق مال ، ولم انجح في إقناعه
بالزواج ، وهذا سر مرضي وسبب قهري . إنني أشعر أنني وحدي في هذا المجتمع ،
فليس لي زوج يساعدني على أعباء الحياة ، ولي أهل ولكن وجودهم وعدمهم سواء ،
وليتني بقيت بدون طفل لأنني لا أريد أن يتعذب ويشقى في هذه الحياة كما
تعذبت وشقيت . وهذه المرأة المريضة ليست من شواذ المجتمع الغربي ، بل
الشواذ هم الذين يعيشون حياة هادئة .. ومع ذلك ينقد الغربيون مجتمعاتنا
الإسلامية ، ويزعمون بأن المرأة تعيش في بلادنا حياة بائسة محزنة ، ونحن لا
يهمنا رأي الغرب بنا ولا نطلب منه حسن سلوك ، ولكن نريد من نسائنا أن
يحمدن الله سبحانه وتعالى على نعمة الإسلام ، فلقد كانت في الجاهلية ذليلة
مهينة ، وجاء الإسلام ليرفع مكانتها ، وبفضل من الله تعالى أصبح الرجل يبحث
عن المرأة ، ويطلب الزواج منها ، وهي قد تقبل وقد ترفض ، ولأهلها دور كبير
في أمر زواجها ، وسواء كانت عند زوجها أو في بيت أبيها ؛ فهي عزيزة كريمة
والرجال هم الذين ينفقون عليها ، بل والذي نشكو منه في بلادنا الغلو في
المهور ، والتكاليف الباهظة التي تفرض على الرجل حتى يحصل على زوجة . قال
تعالى { يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم
أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين } الحجرات آيه 17