يا واد يا تقيل
يا واد يا تقيل
السلام عليكم
كثيرا ما نسمع هذا المصطلح(الثقل صنعة)
ما هو (الثقل)؟ماالغرض من الثقل والتمنع والدلال؟
ما هى حدوده؟ وما هو الخط الفاصل بين الثقل والبرود؟
هل هو ضرورى للنساء ام للرجال؟
فى البداية يحضرنى موقف منذ سنوات طويلة, عندما دعتنى صديقتى الى منزلهم لأرى قريبها الذى تقدم لطلب يدها واضع رأيى فيه0
كنا
مراهقات طبعا ولا زلت اتذكر العريس والموقف بكل الحوارات, دخلت وسلمت على
الموجودين وجلست صديقتى بجانبى تهمس فى اذنى: (بصى له كويس وقولى رأيك)
فقلت(يا لهوى ده دمه يلطش) فاذا بها تعطينى كوع شديد فى كليتى0
همست فى
اذنها بصوت موجوع من شدة ضربة كوعها (ايه اللى عاجبك فيه ده يا بنتى شكله
عايز يتعالج! عريس ده وللا ديك رومى؟) كلام مراهقات0
طبعا تهمس مرة
ثانية فى اذنى وتقول بلهجة بها مسحة من الهبل( يا خرابى بموت فى ثقله), فى
النهاية تمت خطبتهم فعلا وبعد اربعة اشهر كانت تستغيث وتلقى فى وجهه كل
الهدايا وفشل الموضوع كله0
العريس تقيل يخفى مشاعره وينتظر دائما ان تبدأ صديقتى بالمدح واظهار الحب وطبيعى هذا غير معقول
من
المتعارف عليه ان الفتاة تنتظر كلمات من حبيبها او خطيبها وتطرب جدا
لسماعه عندما يقول(يا سكر- ياعسل- يا كتكوتة- بموت فيكى-حبك مبهدلنى- صوتك
بيخلى اعصابى تسيب- عينيكى لحست عقلى- لسانك بينقط عسل- ابوكى
حلوانى000000000000000الخ) , ولكن لم تحظى صديقتى بهذه الكلمات بسبب ان
العريس (واد تقيل) من منطلق ان (الثقل صنعة )0
الثقل :- الثقل هو
التمنع والدلال وعدم اظهار المشاعر الحقيقة بكل ما فيها من معانى فهو
محاولة لاخفاء ما نشعر به من عواطف واحاسيس اتجاه الاخرين0
وذلك
لعدة اغراض: (الظهور بمظهر الاقوياء- خوفا من ان يكتشف الاخر مدى قوة
العاطفة فيبدأ فى الاهمال و(الطناش)- شعللة نار الحب- الحفاظ على كرامتنا
وكبريائنا- الاستمتاع بمشاهدة رد الفعل) اغراض عديدة تتنوع حسب تكوين شخصية
الفرد وافكاره0
الصنعة فى الثقل: معناها الاتقان فى الاخفاء وتمثيل دور اللامبالاة ببراعة0
حدود
الثقل والفرق بينه وبين البرود والرفض:ولكن من الطبيعى ان يكون لكل شىء
حدود فالتمادى فى الثقل بين المحبين او الازواج قد يجعل الامر يبدو( برود
)او رفض للعلاقة مما يشعر الطرف الاخر بالملل واليأس فأحيانا نسمع الزوج
يقول:
(دى عليها برود يقتل, دى معندهاش اى خبر عن العواطف والاحاسيس,
انا متجوز لوح ثلج, دى بتستخسر تقول لى كلمة حلوة, دى فاكرة نفسها الليدى
ديانا)0
واحيانا تشتكى الزوجة( ده راجل قلبه حجر, مبيقولش كلمة حلوة, ده بتاع مصلحته, دمه سم, انا اتجوزت صنم, انا ميتة مش عايشة)
هناك فرق شاسع بين الثقل الممقوت والدلال المرغوب, ويجب ان يكون هناك توازن فى الاقبال والتمنع 0
وكما
يظهر فى المثل الشعبى المعروف(اذا زاد الشىء عن حده ينقلب لضده) فينبغى ان
يتعلم الانسان معنى التمنع المرغوب بذكاء وفطنة بحيث يشعل الحب من
منطلق(الممنوع مرغوب) وان يبتعد ايضا عن الافراط فى اظهار المشاعر التى قد
تصيب البعض بما يسمى بتخمة عاطفية0
التخمة العاطفية: انه الشعور بالشبع العاطفى الى حد الانفجار والملل 0
مثال
عن مكالمة هاتفية حقيقية من صديق: (زهقت ومليت منها , قرفتنى فى الجواز
وفى الستات , دى بتمشى ورايا داخل الشقة0 بتقلعنى وتلبسنى زى ما اكون ابنها
مش جوزها, طول الوقت:
ساكت ليه ؟بتكلم مين؟ سرحان فى ايه؟ تاكل؟ تشرب؟ تنام ؟ 0 بتحبنى لدرجة الخنقة ) المقصوده هنا زوجته طبعا0
وعن
لسان صديقة: ( ده عامل زى خيالى , قارفنى فى عيشتى, اذا ضحكت بتضحكى ليه ؟
واذا كشرت مكشرة ليه؟ ده بيغير عليا من امى واخواتى وولاده 0 تخيلى لو
شافنى ببوس ولادى اللى هم ولاده بيغير
ده مجنون بيا لما خلاص اتخنقت, مش مدينى فرصة اشتاق له)
وصل الامر بسبب الاسراف فى اظهار الحب والاهتمام الى حد شعور الطرف الاخر بالتخمة0
كما تعودنا فى مجتمعاتنا الشرقية ان الثقل مرغوب فى النساء فهو ضرورى لحفظ كرامة الانثى وترغيب الرجل فيها0
ولكن السؤال هنا : هل هو ضرورى للرجال والنساء؟
هل مازال الرجل الشرقى يحب الانثى المتمنعة ؟
مع التطور والحضارة اصبحت الحوارات بين الرجل والمرأة اكثر صراحة ووضوح فهل الثقل مازال مطلوبا ؟
اعتذر عن الاطالة واتمنى منكم المشاركة
خالص تحياتي