مـــوعـــد مـــع الـــحـــظ الـــعـــاثـــر
ذات هم,
خرجت من منزلي
أجرجر أذيال الكآبة
تعلوني غمامة الحزن
تمطرني ببؤسها
وتتبعني بظلها حيث سرت
ساقتني قدماي التائهتان إلى ظل الشجرة العتيقة
هناك جلست و دسست رأسي بين قدمّي
مر بي "حظي العاثر"
اقترب,
جلس بقربي
وأسند ظهره إلى الشجرة
أخذ ينظر في الأفق و هو يحدثني:
"ما بك يا صديقي!!؟" "لم كل هذا الحزن؟", يرددها بابتسامته الماكرة
"أنا رفيق عمرك! و من لا يتخلى عنك!!", و يضحك باستهزاء
" لا أدري! لكن هناك شئ ما جذبني إليك منذ نعومة أظفارك!"
" ربما حين سمعتك تبكي وقت ولدت!! أو ربما كان اسمك, فهو ظريف!! أو لعلها ملامح وجهك!!
لا أدري! هو شئ ما ساقني إليك فاستهويت مجالستك", يقولها و لا يكاد يرفع عينيه عنّي
" لا تتكلم! سأتكلم أنا"
" آآآآآآه, كم أشقيتك يا ســعـــد!!"
"و مغامرتك الأخيرة كانت الأجمل", يسخر بضحكة خافتة
"نعم تلك الفتاة!! أتذكر؟"
"جعلتك تحبها"
"أمليت لك عشقها"
"صورت لك الخيال حقيقة والأكذوبة عين الحق"
"ناولتك كلماتٍ تافهه, و خيّلتُ أليك بأنك شغفتها حباً"
"ثم لما أقدمت, صفعتك بالحقيقة!"
" آآآآآآه, لن أنسى وجهك حينها! تجسدت فيك كل الكلمات الحزينة!"
"لا بد أن أعترف, فقد كنت أصلب مما تبدو عليه"
"صدقني يا ســعــد, الذنب ليس ذنبك!! أنه أنا!"
"دس رأسك ولا تنظر! أخرج حيث شئت! أنا هوائك و زادك و مائك"
"كن ما تشاء, فلن أخرج من دمك"
"افعل ما أنت فاعل, فأنا ربيبك"
"ابتسم و تفائل و أحبب كما تريد, فسآتي لأسرق كل شي في الوقت القاتل", يقولها متلذذاً!!
ثم ابتسم بمكر و ربّت على كتفي
رفعت رأسي
.
.
.
.
.
.
.
.
.