.كروان الاذاعة
الكروان - "محمد فتحي"
صاحب أول "هنا القاهرة" في الحادي والثلاثين من مايو 1934، ولد في العاشر
من يناير بالمنصورة عام 1912 ، تخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة شعبة
اللغة الإنجليزية ، وكان من الرعيل الأول من المذيعين الإذاعيين المصريين..
بدأت الإذاعة المصرية إرسالها فى 31 مايو 1934 .. ومعها بدأت حياة محمد
فتحى العملية حيث كان واحداً من سبعة تولوا مسئولية هذه الإذاعة ووضعوا أسس
العمل الإعلامى الإذاعى وقد شارك الأستاذ محمد فتحى هذا الشرف كل من: محمد
سعيد لطفى باشا، الأستاذ أحمد سالم، الأستاذ على خليل، الأستاذ احمد كمال
سرور، الأستاذ مدحت عاصم، السيدة عفاف الرشيدى.
بدأ الأستاذ محمد فتحى مشواره مع الإذاعة المصرية بالعمل مذيعاً، وكانت
العبارة الشهيرة (هنا القاهرة) هى أول لقاء له مع الميكروفون، وأول تعارف
مع المستمعين، وبداية مسيرة العطاء الإعلامى الذى امتد لعقود وعقود.
تدرج الأستاذ محمد فتحى فى المناصب .. فأصبح كبيراً للمذيعين ثم مديراً
للمسرحيات والبرامج ثم مراقباًُ عاماً مساعداً للإذاعة ثم مديراً عاماً
بالإذاعة، وخلال تلك الفترة كان للأستاذ محمد فتحى العديد من المميزات
منها:
- عذوبة الصوت وجماله حتى أطلق عليه الأستاذ محمد التابعى كروان الإذاعة المصرية.
- التألق فى مجال الإذاعة على الهواء والقدرة على الاستنثار بقلوب
المستمعين قبل آذانهم وخاصة فى تغطيته لحفلات كوكب الشرق أم كلثوم على
الهواء مباشرة وقدرته على تقديم صورة كاملة للحفل بأدق تفاصيله حتى أن
المستمع كان يشعر بأنه يستمع ويشاهد فى نفس الوقت.
- يرجع للأستاذ محمد فتحى الفضل فى تقديم الدراما فى الإذاعة المصرية،
فابتكر التمثيلية الإذاعية وكان يقدمها من عدة مسامع على غرار المشاهد
المسرحية ومن أبرز ما قدمه فى هذا المجال: تمثيلية روميو وجوليت .. كما قدم
العديد من المسلسلات الاجتماعية التى قام بتأليفها ومن أشهرها مسلسل دنيا
الناس، وأيضا تفوق الأستاذ محمد فتحى فى تقديم الأوبريت الغنائى ونذكر فى
هذا المجال أوبريت روما تحترق، أوبريت عذراء الربيع، أوبريت الورد والفل
والياسمين.
- كان للأستاذ محمد فتحى مواقفه الوطنية المشهودة نذكر منها ما حدث يوم 13
نوفمبر 1946 وكان هذا اليوم يواكب عيد الجهاد الذى تحتفل به كافة طوائف
الشعب، وأراد محمد فتحى وزملاؤه من الوطنيين تطويع برامج الإذاعة حتى
تتماشى مع هذه المناسبة وأن تتسم تلك البرامج بتأكيد الانتماء الوطنى وبث
الروح الوطنية عند المصريين، إلا أن تلك الرغبة قوبلت بالرفض من رئيس
الإذاعة الإنجليزى وهدد محمد فتحى وزملائه بالفصل إلا أنهم أصروا على
موقفهم ورفعوا الأمر للوزير المسئول عن الإذاعة فى ذلك الوقت محمود باشا
حسن الذى أنصف محمد فتحى وزملائه.
ولم يكن العمل الإذاعى هو المجال الوحيد الذى تألق فيه الأستاذ محمد فتحى
.. بل كانت له العديد من الإسهامات فى المجالات العلمية والفنية والفكرية
المختلفة من أبرزها:
- أول من دعا إلى إنشاء كلية للإعلام بمصر فى مطلع السبعينات، ومن خلالها
كان للأستاذ محمد فتحى الفضل فى تدريب وتأهيل العديد من الكوادر الإعلامية
وخلق أجيال من الإذاعيين الذين تولوا مسئولية العمل الإذاعى فى مصر والعالم
العربى.
- للأستاذ محمد فتحى بصمة واضحة فى مجال النقد الفنى أهلته لذلك ثقافته
الواسعة وخبرته الطويلة فى العمل الإذاعى فعمل ناقداً فنياً على صفحات
جريدة أخبار اليوم ومجلة الكواكب، وكانت له رؤية خاصة فى مجال النقد الفنى
فمهمة الناقد ليست تشريح العمل الفنى وإظهار نقاط قوته وإنما مهمته توجيه
القائم على العمل إلى أوجه القصور ومساعدته فى إيجاد حل لها.
- أثرى الأستاذ محمد فتحى المكتبة الإعلامية بالعديد من المؤلفات والتراجم نذكر منها:
المؤلفات:
· عالم بلا جوائز
· 14 عاماً على الهواء
· الإذاعة المصرية فى نصف قرن
· فنون الإذاعة والتليفزيون
· التقنيات والتطبيقات
· الذين يعملون والذين لا يعملون فى العالم العربى.