بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن الجوزي:" ذكر أهل التفسير أن العفو في القرآن الكريم
على أربعة أوجه:
-أحدها الصفح والمغفرة , ومنها قوله تعالى:
{ وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ }
آل عمران/155
-الثاني الترك ,ومنه قوله تعالى
{ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ }
( البقرة/237)
-الثالث الفاضل من المال , ومنه قوله تعالى:
{ ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو }
( البقرة/219)
-الرابع الكثرة, ومنه قوله عز وجل
{ ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا }
أي كثروا ,قاله أبوعبيدة ( الأعراف/95)
وقال الغزالي :
" العفو صفة من صفات الله تعالى, وهو الذي يمحو السيئات
ويتجاوز عن المعاصي , وهو قريب من الغفور ,
ولكنه أبلغ منه, فإن الغفران ينبئ عن الستر والعفو ينبئ عن المحوِ ,
والمحو أبلغ من الستر . وحظ العبد من ذلك لا يخفى ,
وهو أن يعفو عن كل من ظلمه بل يحسن إليه ,
كما يُرى اللهُ تعالى محسنا في الدنيا إلى العصاة والكفرة
غير معاجل لهم بالعقوبة , بل ربما يعفو عنهم بأن يتوب عليهم ,
وإذا تاب عليهم محا سيئاتهم ,
إذ التائب من الذنب كمن لا ذنب له ,
وهذا غاية المحو للجناية ."
( المقصد الأسنى/140 )
اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها
وآخرها وعلانيتها وسرها
اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك
وبمعافاتك من عقوبتك
ونعوذ بك منك لا نحصى ثناء عليك
أنت كما أثنيت على نفسك