بسم الله الرحمن
الرحيم وبه نستعين اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف كلما
ازداد العطاء عظم الحساب إنّ الحساب الإلهيّ في يوم القيامة قائم على العمل
الذي يقوم به الإنسان في هذه الدنيا وكلما ازداد عطاء الله للإنسان في هذه
الدنيا، من المال والجاه والولد، كلّما ازدادت مسؤوليّته، وكلّما طال
موقفه في يوم القيامة لأنّه سوف يسأل عن كلّ هذا، وذلك خلافاً لمن لم يكن
ذا مالٍ ولا ذا جاهٍ ولا ذا ولد في هذه الدنيا، فإنّ حسابه يكون أخفّ بكثير
ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام إذا كان يوم القيامة قام عنق من
الناس حتّى يأتوا باب الجنّة فيضربوا باب الجنّة، فيقال لهم: من أنتم؟
فيقولون: نحن الفقراء، فيقال لهم: أقَبْلَ الحساب؟ ! فيقولون: ما أعطيتمونا
شيئاً تحاسبونا عليه، فيقول الله عزّ وجل صدقوا، ادخلوا الجنّة الكافي -
الشيخ الكليني - ج 2 ص 265 فالإنسان الذي يسعى في الليل والنهار في سبيل
جمع المال، أو يدخل في عداوات وصراعات مع رحمه وإخوانه في سبيل الوصول إلى
منصبٍ ما، عليه أن يتذكّر أنّه بذلك يسعى ليكون حسابه طويلاً في يوم
القيامة إنّ أفضل طريق لكي يأمن الإنسان سوء الحساب في يوم القيامة، أن
يسبق ذلك بمحاسبة نفسه في هذه الدنيا فإنّه بذلك يتمكّن من أن يعالج ما قد
اقترفه من الذنوب، بالتوبة والاستغفار، أو طلب العفو من الناس في حقوق
الناس، كما أنّه يتمكّن من استزادة فعل الطاعات، عندما يجد من نفسه التقصير
في ذلك ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام حق على كل مسلم يعرفنا
أن يعرض عمله في كلّ يوم وليلة على نفسه، فيكون محاسب نفسه، فإن رأى حسنةً
استزاد منها، وإن رأى سيّئةً استغفر منها، لئلّا يخزى يوم القيامة ميزان
الحكمة - محمّد الريشهري - ج 1 ص619 اللهم اني اعوذ بك من كرب الموت ومن
سوء المرجع في القبور ومن الندامة يوم القيامة