تقول صاحبته وأذكر لكم قصة حصلت لي عجيبة ومذهلة ومدهشة ..
لي معاملة متوقفة وفيها أمور متعقدة منذ سنة ونصف وعانيت كثيرا نتيجة لذلك وتوقفت لدي أمور كثيرة لتعطل المعاملة ..
وفي العشر الأواخر ذهبت للصلاة في المسجد وبينما الإمام يقرأ في التراويح سورة " طه "
استوقفتني آية وكأني لأول مرة أسمعها - مع اني لا أهجر القرآن - ولكن
أحيانا تمر بنا آيات فكأننا لأول مرة نقرأها أو نسمعها ؛ بمعنى ان الله
يفتح على قلوبنا بابا لتدبرها ..
كانت الايهة " فَاصْبِرْ عَلَى
مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ
وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ
النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى" ..
لفتني آخر الاية : " لعــــلك ترضــــى "
ولعل في اللغة حرف ترج وتوقع وإشفاق وتعليل واستفهام ..
ولكن اذا جاءت من الله عز وجل قالوا : لعل وعسى من الله واجبــــــة .. أوجبها على نفسه تكرما على عباده ..
مثلا : " وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " ..
فمن استمع للقرآن وأنصت حق له على الله أن يرحمه ..
أعود لما حصل لي ..
وقع في قلبي قوله عز وجل : " لعلك ترضى " فقلت يا " طموحي لله وليه " لعل من الله واجبة ، فسيرضيك حتما ..
وأنا بفضل الله عز وجل لا أترك أن اقول ( سبحان الله وبحمده ) 100 مرة بعد
الفجر - قبل طلوع الشمس - و100 بعد العصر - قبل غروبها - ..
ولكني لا أسبح بحمده عز وجل أناء الليل وأطراف النهار كما أمر الله في الآية ..
فقلت من الآن بعد الفراغ من التراويح سأسبح بحمده تعالى لو 100 مرة ، المهم بإخلاص وتلذذ في مدح الله بالتسبيح بحمده ..
وفي الظهر كذلك ..
وربي في نفس اليوم بعد الظهر يأتي أخي ويبشرني أن معاملتي انتهت في عشر دقايق وبصورة مفاجئة وفوق ما أريد !!!!
ولا بد من تنبيه / كنت أقول سبحان الله وبحمده 100 الفجر ومثلها العصر لأنال الأجر الوارد في الحديث "
من قال ، حين يصبح وحين يمسي : سبحان الله وبحمده ، مائة مرة ، لم يأت أحد
، يوم القيامة ، بأفضل مما جاء به . إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه "
.. رواه مسلم .
ونفسي تواقة لا ترضى بالقليل والدون في كل أموري
دراستي علاقاتي .. الخ ؛ فكيف بالآخرة .. لهذا إذا تذكرت يوم القيامة لا
أريد أن أكون من أقل المسلمين ، أريد أن أكون ممن ينال أعالي الدرجات ..
فلهذا أحافظ على قول " سبحان الله وبحمده " في هذين الوقتين .. وبعد الآية
حرصت على قولها أيضا في الليل والنهار ..
بالتأكيد لا بد أن يكون قولنا لها بمحبة لله عز وجل في مدحنا له " وليس أحد أحب إليه المدح من الله "..
ولا بد من معرفة معنى سبحان الله وبحمده ..
سبحان الكل يعرفها أنها ( تنزيه الله عما لا يليق بجلاله )
فما معنى " وبحمده " ؟
هذه الواو تحتمل أن تكون:
1- للحال، والتقدير: أسبح الله تعالى تسبيحاً وأنا متلبس بحمده.
2- ويحتمل أن تكون للعطف، والتقدير: أسبح الله تعالى تسبيحاً واتلبس بحمده.
3- ويحتمل أن تكون زائدة والتقدير: أسبح الله تعالى تسبيحاً مقروناً بحمده.
قال الشيخ عطية سالم في شرح بلوغ المرام: ( سبحان الله هو تنزيه الله عما
لا يليق بجلاله، والحمد ثناء على المحمود لكمال ذاته وصفاته، ولا ينبغي هذا
أبداً ولا يجمع إلا للمولى سبحانه، لأنه كامل الذات والصفات، فإذا قلت:
سبحان الله نزهته عن كل ما لا يليق بجلاله، وإذا قلت: الحمد لله أثبت لله
جميع صفات المحامد والكمال، وهذا أقصى منتهى التوحيد. . )