أركان الحج: وهي أربعة:
الأول: الإحرام:
وهو
نية الدخول في النسك, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال
بالنيات ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة
ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) (9), ويخطئ كثير من الناس حيث يعتقدون أن
الإحرام هو التجرد من المخيط, وهو واجب من واجبات الإحرام على من تركه فدية
فقط, إما أن يذبح شاة, أو يصوم ثلاثة أيام, أو يطعم ستة مساكين, ومن أهل
العلم من جعل نية الدخول في النسك شرطاً وليست ركناً لكن الأقرب أنه ركن
والله أعلم.
الثاني: الوقوف بعرفة:
وهو الركن الثاني من أركان الحج,
وهو أصل الحج وأُسُّه وقد جاء ذكره في الكتاب, قال تعالى: {فإذا أفضتم من
عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام}, وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(الحج عرفة) (10), ووقته عند الجمهور من طلوع فجر يوم عرفة قبل الزوال, ولا
يتحرك منها إلا بعد غروب الشمس(11).
وعرفة كلها موقف, وليحذر الحاج
الوقوف بوادي عُرنة, وله أن يقيل فيه, ولكن لابد له أن يتحرك منه بعد
الزوال, وفي عرفة يقصر ويجمع بين صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم, ولا يصلي
الحاج صلاة المغرب إلا بمزدلفة حين يصل إليها ويجمع معها.
الثالث: طواف الإفاضة ويسمى الزيارة:
وهو
الطواف الركن,وقد جاء ذكره في الكتاب,قال تعالى: {ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا
نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق}(12), ووقته من صباح يوم العيد ولا حد
لآخره, والأفضل أن يعمل يوم العيد, ومن لم يتمكن ففي أيام التشريق, وليجتهد
ألا يتعدى به نهاية ذي الحاجة إلا لعذر.
الرابع: السعي بين الصفا والمروة.
وهو
يقع بعد طواف الإفاضة, أو أي طواف آخر, وللمفرد و القارن أن يقدماه مع
طواف القدوم, قال النووي: (باب بيان أن السعي بين الصفا والمرة ركن لا يصح
الحج إلا به) وهو مذهب جماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم
ودليل الجمهور أن النبي صلى الله عليه وسلم سعى, وقال: "خذوا عني مناسككم"
والمشروع سعي واحد, والأفضل أن يكون بعد طواف القدوم, ويجوز تأخيره إلى ما
بعد طواف الإفاضة, ومن أهل العلم من جعله واجباً من الواجبات وليس ركناً,
لكن الأقرب أنه ركن.