جبريل يتنزل بالوحى
جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه جبريل فقال:
اقرأ: قال: (ما أنا بقارئ)، قال: (فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى
الجهد، ثم أرسلنى، فقال: اقرأ، قلت: مـا أنـا بقـارئ، قـال: فأخذنى
فغطنى الثانية حتى بلـغ منـى الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما
أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثـم أرسلـني فـقـال: {اقْرَأْ
بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ
وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}[العلق:1: 3])، فرجع بها رسول الله صلى
الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال:
(زَمِّلُونى زملونى)، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة: (ما
لي؟) فأخبرها الخبر، (لقد خشيت على نفسي)، فقالت خديجة: كلا،
والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم،
وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل
وكان قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبرانى، فيكتب من الإنجيل
بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًافأخبره( رسول الله صلى
الله عليه وسلم) خبر ما رأي، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزله الله
على موسى.وقد جاءة جبريل مرة أخرى جالس على كرسي بين السماء والأرض،ففرمنه
رعبًا حتى هوي إلى الأرض] فذهب إلى خديجة فقال: [زملوني، زملوني]،
دثرونى، وصبوا على ماء باردًا)، فنزلت: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ
قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ
فَاهْجُرْ} [المدثر: 1: 5]) وهذه الآيات هي مبدأ رسالته صلى
الله عليه وسلم ثم بدأ الوحى ينزل ويتتابع لمدة ثلاثة وعشرون عاماً حتى
وفاتة.