علامات حب الله عز وجل للعبد
مشاركة : انور صالح ابو البصل
أحبتي في الله اليوم سأتكلم لكم بحول الله وقوته جل وعلى عن أسباب محبة الله للعبد.
والأسباب التي تجلب محبة العبد لربه كثيرة وفي ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
أما الأسباب التي تجلب محبة الله عز وجل للعبد فهي كثيرة ونذكر منها :
1- الإتبــــــــــــــــــــاع :
قال
تعالى : "قل إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم
والله غفور رحيم،قل أطيعوا الله والرسول فإن تولّوا فإن الله لا يحب
الكافرين" -آل عمران 32-32-
إن إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من هذا الوحي العظيم،سبب عظيم من أسباب محبة الله عز وجل لعبده.
2- التقــــــــــــــــــوى
:
قال تعالى " إن الله يحب المتقّين" -التوبـــــــة 4 –
وقال صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب العبد الغني الخفي التقي " - رواه مسلـــم –
تقوى
الله عز وجل سبب عظيم من أسباب محبة الله لعبده، والتقوى : هي أن تجعل
بينك وبين عذاب الله عز وجل وقاية بامتثال أوامره واجتناب نواهيه،وقيل : هي
أن يطاع الله فلا يعصى، وان يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر، وقيل : هي
أن تعمل بطاعة الله عل نور من الله ترجو ثواب الله ، وأن تترك معصية الله
على نور ممن الله تخاف من عقاب الله
3- الصبـــــــــــــــــــــــر:
قال تعالى : " والله يحب الصابرين" -آل عمران 146-
الصبر
سبب جليل من أسباب محبة الله تعالى لعبده، فليحرص عليه العبد بأنواعه
الثلاثة : فليصبر على طاعة الله سبحانه، وليصبر عن معاصيه، وليصبر على
أقداره المؤلمة.
وقد أمر الله عز وجل في كتابه بالصبر في آيات كثيرة منها :
قوله تعالى :" يا أيّها الذين آمنوا اصبروا وصابروا" - آل عمران 200 –
وحث النبي صلى الله عليه وسلم على الصبر، ورغّب فيه في أحاديث كثيرة منها :
قوله صلى الله عليه وسلم : "ومن يتصبّر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر " –
-متفق عليه من حديث أبي سعد الخدري رصي الله عنه
4- الإحســـــــــــــــــان :
قال تعالى : " والله يحب المحسنين " -آل عمران 148-
الإحسان
سبب جليل من أسباب محبة الله لعبدة، وهو كما عرفه النبي صلى الله عليه
وسلم " أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" -رواه مسلم من
حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه –
5- التوبـــــــــــــــــــة:
قال تعالى : "إن الله يحب التوابين" -البقــــــرة 222-
التوبة" من أسباب محبة الله لعبده إذا تحققت بشروطها المعروفة :
1-أن يقلع العبد عن المعصية.
2-أن يندم على فعلها.
3-أن يعزم عزما أكيدا على ألاّ يعود إليها أبدا.
4-إذا كانت تتعلق بحق آدمي فعليه أن يبرأ من حقه .
فإذا تحققت هذه الشروط في التوبة: كانت سببا لمحبة الله تعالى لعبده.
فهو سبحانه يحب التائبين ويفرح بتوبتهم، وذلك لعظيم رحمته وسعة مغفرته.
وحثّ النبي صلى الله عليه وسلم عليها في أحاديث كثيرة أيضا، ورغّب فيها :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "
والله إني لا استغفر الله ، وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " -
رواه البخـــــــاري-
6- الطهـــــــــــــــــــارة
:
وقال سبحانه " والله يحب المطهرين " -التوبـــــــــــة 108-
الطهارة سبب من أسباب محبة الله لعبده، وهي قسمان ، طهارة حسية، وطهارة معنوية:
الطهارة الحسية : فهي التطهير من الأنجاس والأحداث .
أما الطهارة المعنوية : فهي التطهير عن الشرك والأخلاق الرذيلة والصفات القبيحة.
قال السعدي رحمه الله عند تفسيره لقوله تعالى " ويحب المتطهرين "
أي
المتنزهين عن الآثام، وهذا يشمل التطهر الحسي من الأنجاس والأحداث ففيه
مشروعية الطهارة مطلقا، لأن الله تعالى يحب المتصف بها،ويشمل التطهر
المعنوي عن الأخلاق الرذيلة والصفات القبيحة والأفعال الخسيسة
7- التوكــــــــــــــــــــل:
قال تعالى : "إن الله يحب المتوكلين " -آل عمران 159-
التوكل من أسباب محبة الله تعالى لعبده ، وهو اعتماد القلب على حول الله وقوته، والترؤ من كل حول وقوة
وكذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم على التوكل ورغب فيه في أحاديث كثيرة منها :
حديث
ابن عباس رصي الله عنه في وصف السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب
ولا عذاب قال: " هم الذين لا يسترقون ، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون "
-متفـــــق عليه-
8- العـــــــدل والقســــط :
قال تعالى : " إن الله يحب المقسطين " -المائــــــدة 45-
القسط
والعدل هما كذلك من أسباب محبة الله تعالى لعبده، كما أن الظلم من اسباب
بغض الله تعالى لعبده قال تعالى : " والله لا يحب الظالمين " -آل عمـــران
140-
وقال سبحانه : " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين " -النســــــاء 135-
وعن
ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال : صلى الله عليه وسلم " سبعة يظلّهم
الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه – ثم ذكر منهم – إمام عادل…".
9- القتال في سبيل الله :
قال تعالى : " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفّا كأنهم بنيان مرصوص ". –
القتال في سبيل الله : من أسباب محبة الله تعالى لعبده ، وقد أمر الله تعالى به في آيات كثيرة من كتابه ، منها
قوله تعالى :" وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم " -البقرة 19-
وكذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم على الجهاد والقتال في سبيل الله ورغّب فيه في أحاديث كثيرة منها :
عن
ابي مسعود رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، أي العمل أحبّ الى
الله تعالى :قال " الصلاة في وقتها " ، قلت ثم أي ؟ قال : "بر الوالدين "
قلت : ثم أي ؟ قال " الجهاد في سبيل الله " -متفق عليه –
وعن ابي هريرة
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة مائة
درجة أعدّها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء
والأرض" -رواه البخاري-
10- التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض:
عن
ابي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله
تعالى قال : من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء
أحبّ إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرّب اليّ بالنوافل حتى أحبّه
…" الحديث.
وقد ذكرنا أن التقرب الى الله بالنوافل بعد الفرائض من أسباب محبة العبد لربه، وكذلك هو من أسباب محبة الله لعبده.
11- محبة أسماء الله وصفاته
"
عن
عائشة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،بعث رجلا على
سرية، فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ"قل ه الله أحد " فلما رجعوا ،
ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " سلوه لأي شيء يصنع ذلك
؟" فسألوه، فقال : لأنها صفة الرحمن، فأنا أحبّ أن أقرأ بها، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " أخبروه أن الله تعالى يحبّه" -متفق عليه –
12- اجتناب الأعمال التي لا يحب الله أهلها:
قال
تعالى : " إن الله لا يحب المعتدين " "والله لا يحب كل كفار أثيم" " والله
لا يحب الظالمين" " إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا " " إن الله لا
يحب من كان خوّانا أثيما " " والله لا يحب المفسدين" " إنه لا يحب المسرفين
" "إن الله لا يحب الخائنين" "إنه لا يحب المستكبرين" "إن الله لا يحب
الفرحين"….
قال السعدي رحمه الله : أي : لا تفرح بهذه الدنيا
العظيمة،ولا تفتخر بها،وتلهيك عن الآخرة،فإن الله لا يحب الفرحين
بها،المنكبين على محبتها .
وقال تعالى : " إنه لا يحب الكافرين " والآيات والأحاديث في ذلك لا حصر لها
13- الحب في الله :
والحب
في الله أسباب نيل محبة الله تعالى، فعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم : "أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله له على
مدرجته ملكا.فلّما أتلا عليه قال : أين تريد ؟ قال . أريد أخا لي في هذه
القرية ،قال هل لك عليه من نعمة تربّها؟ (أي : تقوم بإصلاحها، وتنهض
بسببها)قال : لا ، غير أني أحببته في الله عز وجل ، قال : فإني رسول الله
إليك ، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه " -رواه مسلم –
ويقول الله يم القيامة :"اين المتحابون بجلالي ،اليوم أظلُّهم في ظلِّي يوم لا ظلََّ إلا ظلِّي"-رواه مسلم –
وإليكم احبتي ثمرات محبة الله للعبد هلموا ايها الأحبة لجني هذه الثمرات .
إن
لمحبة الله تعالى لعبده ثمرات عظيمة في الدنيا والآخرى، يكفيه أن يكون
الله تعالى معه في كل صغيرة وكبيرة ويوفقه ويسدده ويحفظه ويرعاه ، ويحفظ
سمعه عن السماع لما يغضب الله، ويحفظ بصره من رؤية ما يغضب الله ،ويحفظ
بصره عن رؤية ما يغضب الله ويسخطه، ويحفظ يده عن أن تفعل ما يغضب الله ،
يحفظ قدمه من أن تمشي الى ما يكرهه الله ، ويحفظ جوارحه كلها عن كل ما يسخط
الله ويغضبه.
يحبه جبريل، ويحبه أهل السماء جميعا، ويوضع له القبول في الأرض بين الناس.
ينجو
من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر ، وينال كتابه بيمنه، ويمر على
الصراط مرور الكرام، ويشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم ، وينجو من
النار وعذابها، ويدخل الجنة دار الكرامة، وينظر الى وجه الله تعالى وهو
أعظم نعيم للمحب أن يرى حبيبه بعدما طال شوقه إليه
هذه أحبتي
في الله هي كل الأسباب الموجبة لمحبة الله ونسال الله أن يجعلنا من المحبين
الصادقين وأن يغفر ذنوبنا، وأن يستر عيوبنا، وألاّ يفضحنا بين خلقه ولا
بين يديه، ويجبرنا، وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه الكريم، وصحبة نبيه
الأمين ، في جنات النعيم، وأن يغفر لوالدينا ومشايخنا وإخواننا وأخواتنا
والمسلمين والمسلمات ومن له حق علينا إنه نعم المولى ونعم النصير ، وصلى
الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين