إلهي : سألوني عن وجودك . فقلت لهم : متى عرفتم أنفسكم رأيتموه .
وسألوني عن أقدس سر من أسرارك . فقلت لهم : إنه القلب !.. يخفق ويحس ، ويحن ويئن ،
في عالم لا تطوله فيه يد المال والمتاع ، ولا الصنعة والخداع ، ولا الدنيا وزخرفها ، أو المادة وقيمها !..
عروش الدنيا وممالكها ، وبطشها وسلطنتها - كل ذلك أقل من أن يقاوم خفقة من خفقات قلب محب !..
ونعيم الدنيا وأفراحها ، ولهوها ولذائذها - كل ذلك أقل من يخلق لمعة فرح في قلب حزين !..
هلا وقفنا لحظة نتفكر في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ،
وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب " .
نعم إنه ملك الجوارح ... إن امتلأ بالإيمان : لبت الجوارح جميعاً نداءه - فامتنعت اليد عن البطش ،
والرجل لم تسلك طرق الشيطان ، وكذا العين والأذن و .................
وإن امتلأ القلب بالكفر والحقد والحسد والتكبر : فلك أن تتصور ماذا ستفعل سائر الأعضاء .
فهل وجدت يا أخي في أسرار ما صنعه الخالق شيء أقدس وأعجب من القلب ؟!!
وهل عرفت واجبك تجاه قلبك ؟!!....